السبب فى عدم وجود لاعبين سود فى منتخب الأرجنتين

أمين محمد سليمان

مقالة نشرها كاتب كندي من أصول نيجيرية اسمو Jude Idada … المقالة بعنوان :
This is the reason why there are no black players in Argentina Team

المقالة بالإنجليزي و تمت ترجمتها
—————-

بينما كنت أشاهد مباراة الأرجنتين وأيسلندا اليوم تساءلت عن السبب في عدم وجود لاعبين سود في المنتخب الأرجنتيني … في حين أن كل فرق أمريكا الجنوبية الأخرى تمتلك لاعبين سود !!

تذكرت محادثة في العام الماضي عندما كنت في رحلة بحرية من ولاية فلوريدا الامريكية إلى جزر كايمان الكبرى في منطقة البحر الكاريبي… و فيها تعرفت على طبيبة ارجنتينية و ثلاتة من صديقاتها على ظهر السفينة ذلك اليوم .

حدثتني عن أشياء كثيرة … من ضمنها كيف أنها تحب الرجال السود وتتطلع إلى السفر حتى تتمكن من مقابلتهم .

سألتها :
أليس لديكم سود في الأرجنتين ؟
قالت بصراحة ..لا….. منذ وقت طويل … بعد العبودية …. قتلناهم جميعا !!
دهشت…إبتسمت هي و واصلت :
هذا شئ سيئ … أشعر بالخجل من بلدي … لقد كان القتل منهجياً للغاية….. أولاً أجبروا معظم الرجال على القتال من أجل الأرجنتين ضد باراجواي….. أرسلوهم عن دراية إلى معارك كانت سيئة التخطيط حتى يقتلهم الباراجواويون …. مات معظمهم هناك ….. أما الباقون فقد أجبروا على العيش في ولاية مؤبوة بالامراض ورفضوا إنشاء مستشفيات أو عيادات أو حتى مأوى مناسبة … تركوهم بلا أي شئ و خلقوا أفضل بيئة للمرض لتزدهر.

كلما كان الرجل أغمق اللون ، كلما زادت فرصة إرساله للعيش في تلك الولاية المؤبوة بالامراض أو للحرب ليموت .

النساء السود أجبرن على النوم مع الرجال البيض لينتجوا أطفالا خلاسيين … ثم أجبروا البنات الخلاسيات عندما كبروا للنوم مع الرجال البيض … ليصبح سواد الجلد من الأطفال أكثر بياضا …. حتى لم يعد هناك أي شخص أسود واضح.

كان الأمر سيئاً للغاية … هرب السود إلى تشيلي وبيرو وبوليفيا والبرازيل وحتى باراجواي حيث تم التعامل معهم بشكل أفضل على الرغم من عدم معاملتهم بشكل جيد كما ينبغي معاملتهم كبشر يستحقون المساواة الكاملة…. على الأقل لم يرغب هؤلاء في قتلهم مثلما فعلنا لهم … بل قبلوا منحهم الحماية وسبل العيش.

في واقع الأمر في تشيلي … كانت هناك مدينة تدعى أريكا قبل فيها السود باحترام … حتى أنه في عام 1700 … كان هناك رجلان أسودان حران … أحدهما يدعى أنزوريز… وقد انتخب عمدة للمدينة … لكن الأساتذة الاستعماريين البيض من إسبانيا جاءوا بعد ستة أشهر وألغوا الانتخابات … كانوا يخافون من مدن أخرى تمنح السود حقوق كثيرة …. لكن السود الذين وجدوا عونا لم يكونو يشتكون … انما أرسلوا للآخرين في الارجنتين يحثونهم على الهرب الانضمام إليهم في تشيلي.

ثم صمتت كأنها تحاول إعادة ضخامة الجريمة في ذهنها مرة أخرى… ثم قالت في نبرة حزينة :
الذين لم يقتلهم الأرجنتينيون من خلال إرسالهم للحرب أو تركهم للمرض و الموت أو الاغتصاب والتلقيح … هربوا من البلاد … وفي النهاية تخلصنا من السود تماما !!!
ثم واصلت :
على الرغم من أنهم ألغوا العبودية في عام 1815 في الأرجنتين … إلا أنها استمرت حتى العام 1853 … بعد ذلك كان الشغل الشاغل للقادة هو كيفية التخلص من العبيد السود وأحفادهم.

كتب رئيسنا الذي حكمنا من 1868 إلى 1874 دومينغو فاوستينو سارمينتو في مذكراته في عام 1848 أي قبل وقت طويل من توليه الرئاسة وانتهاء العبودية …كتب :

في الولايات المتحدة … 4 ملايين من السود ، وخلال 20 سنة سيكون 8 ملايين … ما الذي يجب فعله مع هؤلاء السود ؟!!

لقد كان يفكر بالفعل في كيفية القضاء على السود قبل أن يصبح رئيسا … وعندما أصبح رئيسا … نجح في القضاء عليهم !!

سألتها :
– هل فعل العالم شيئا ؟
-لا…. لقد تجاهلوا ذلك…. أنا متأكدة من أن معظمهم أرادوا فعل الشئ نفسه ولكنهم فشلوا في ذلك الوقت … أعجبوا بما حدث للسود في الأرجنتين لكنهم لم يستطيعوا فعله في بلدانهم .

أذكر عندما كنت اذهب إلى البرازيل كطفلة … كأن لابي صديق برازيلي ينظر للبرازيليين السود باشمئزاز و يقول :
كان يجب أن يكون لدينا شجاعتكم في ​​جعل البرازيل بيضاء مثل الأرجنتين !

سألتها مرة أخرى
– و ماذا فعل الأوروبيون ؟

ضحكت…. ثم قالت :
– إنه سر مكشوف … تماما مثل الملك ليوبولد وإبادته الجماعية في الكونغو…. لا أحد يتحدث عن ذلك …. لكنهم جميعا يعرفون ما حدث ..على الأقل كبار السن !!
ثم باغتتني بسؤال :
لماذا تعتقد أن كل النازيين جاءوا إلى الأرجنتين بعد الحرب العالمية الثانية ؟

لم أرد و بقيت صامتا !!

واصلت :
– لأنه كان المكان المثالي لأعظم العنصريين الشريرين في التاريخ ليعيشوا !!!

ثم نظرت إلى البحر الأزرق المترامي بلا حدود حول السفينة … وتنهدت بصوت مسموع قبل أن تستمر :

من المؤسف أن الأرجنتين لا تزال ترحب بالكراهية العنصرية وتستوعبها…. أخذنا التانغو من العبيد الأفارقة وجعلناها ملكنا …. لن يخبرك شخص واحد بالتاريخ الحقيقي لتلك الرقصة…. في الواقع … إذا سألتهم عن السود في الأرجنتين سيخبرونك أنه لم يكن هناك أشخاص سود في الأرجنتين …. هكذا يعلمونهم في المدارس … يعيدون كتابة التاريخ ليجعلونه أبيض اللون !!

وكما أخبرتك … كل ذلك تحت السطح … فهم لا يخرجون أبدا ويقولون إننا نكره السود و الأرجنتين هي فقط للبيض أو أي شيء من هذا … لكنهم تخلصوا منهم ليجعلوا البلاد بيضاء !!

نظرتُ إلى صديقاتها الأرجنتينيين مثلها… كانوا يستلقون على الكراسي على سطح السفينة … يرتدون البيكينيات الصغيرة ويشربون ال”كولاديا بينا” و يبتسمون .

تابعت هي نظرتي إلى صديقاتها … ثم تحولت إلي قائلة :
لا تنخدع بكل تلك الابتسامات … أخدش السطح وسترى أن كل ما يريدونه هو أن تختفي !!!

تعليق 1
  1. عبدالله التوم يقول

    مؤسف جدا!!! الله المستعان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.