الدَّولة السُّودانية وتحيُّزها لحقل الثقافة (العربية – الإسلامية) – (1).
عادل شالوكا
(أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الذين يتَّخذون الحِياد عند المعارك الأخلاقية الكُبرَى).
مارتن لوثر كنج
ظلَّت الدَّولة السُّودانية لعهودٍ بعيدة منذ إنشائِها بواسطة الإستعمار (التركي – المصري 1821 – 1885 / الإنجليزي – المصري 1899 – 1956) مُنحازة إلى المجموعات التي تنتمي إلى حقل الثقافة (العربية – الإسلامية) لأسباب تتعلَّق بالتعاون وتسهيل عزو السُّودان. ثم تواصل هذا النهج حتى بعد خروج الإستعمار إلى يومنا هذا. فالإستعمار الخارجي عندما ذهب قام بإجراء (تسليم وتسلُّم) للإستعمار الداخلي أو ما يُعرَف جُزافاً بـ(الحكومات الوطنية) والتي كان قوامها النُخبة والصفوة التي تنتمي إلى هذا الحقل، وبالتَّالي كان ذلك (حجر الأساس) للسيطرة والهيمنة على البلاد (سلطةً وثروة) حيث تم منذ البداية تمكين طائفتي (الأنصار- الختمية) .. ثم الآخرون. ولم يكن من إهتمامات هذه النُخب تقديم مشروع وطني يوحِّد السُّودانيين لأن ذلك يحرمهم من هذه الإمتيازات التاريخية التي ورثوها من الإستعمار. ولذلك وضعوا كل التحوُّطات والإستراتيجيات والسِّياسات التي تُمكِّنهم من المُحافظة على الأوضاع القائمة. الآن وبعد مرور (قرنين) من الزمان على إنشاء ما يُسمَّى بالدَّولة الحديثة في السُّودان، لا زال هذا النهج وهذه السِّياسات قائمة. وبالتَّالي يمكننا القول إن ما يسمَّى بجهاز الدَّولة في السُّودان ما هو إلَّا (أداة لترسيخ هيمنة هذه المجموعات المُسيطرة) كما قال (كارل ماركس)، وإنها إستخدمت جهاز الدَّولة بإحتكارها للعُنف (الفيزيائي – والرمزي) لترسيخ هذه الهيمنة كما ذكر كل من (ماكس فيبر – و بيير بورديو). فمهما حاولنا التدثُّر بثياب الوحدة الوطنية والتماسُك والترابُط الإجتماعي بين السُّودانيين. ولكن تظل الحقيقة عارية تماماً – وهي تحيُّز الدَّولة لكيانات إجتماعية مُحدَّدة في مواجهة الأخرَى.
حالياً تتَّجه الدَّولة لتدشين جمهورية عروبية أكثر تشدُّداً (عرقياً) من جمهورية عمر البشير التي دشَّنها بعد إنفصال الجنوب مُباشرة في العام 2011 عبر اللقاء الجماهيري الشهير في القضارف الذي أعلن فيه: (ما دايرين دغمسة بعد اليوم .. والسُّودان دولة “عربية – إسلامية”). وقد بدأ تأسيس هذه الجمهورية منذ العام 1953 عندما توجَّه الرعيل الأول نحو الهوية العربية وربطت مصير السُّودان بجامعة الدول العربية التي أكَّدت في قمتها الأخيرة بالجزائر – (القمة الحادية والثلاثين) التي جاءَت تحت شعار: (لم الشمل) – إنها لا بد أن تقف مع السُّودان في تحقيق مشروعهم الإستراتيجي (أي توطيد العروبة في السُّودان). وتواصلت هذه الجهود في العام 1967 بعقد مؤتمر فرولينا (حركة فرولينا لتحرير تشاد) الذي تم عقده بمدينة (نيالا) السُّودانية بإستضافة الصادق المهدي (رئيس الوزراء آنذاك) وبتشريف د/ حسن الترابي (رئيس جبهة الميثاق الإسلامي آنذاك) وحليف حزب الأمة في الحكومة، وكلاهما حضرا المؤتمر. في ذلك المؤتمر تم وضع الإستراتيجية لإستلام السلطة من (فرانسوا تمبلباي) – المسيحي – في تشاد بواسطة (حركة فرولينا) بالتزامن مع طرح مشروع الدَّستور الإسلامي على منضدة الجمعية التأسيسية في السُّودان. وقد شهد المؤتمر ميلاد (التجمع العربي)، وبعدها جاءَت إعلانات (قريش1/ قريش2/… إلخ) ومن ثم تسليح المجموعات العربية وإنشاء قوات المراحيل التي مرت بعدة مراحل إلى أن إنتهت بـ(قوات الدَّعم السريع) .. وغيره .. وغيره. والآن تتَّجه الدَّولة عبر التحالُفات القائمة حالياً لتدشين المرحلة الأخيرة للجمهورية العروبية. فما يحدُث من حراك الآن ربما لا تشعُر به بعض الكيانات والقوى السِّياسية (من الهامش) المُشاركة في السُلطة، أو التي تسعَى للوصول إليها دون مُعالجة جذور المشلكة السُّودانية وإبرام عقد إجتماعي جديد يوحِّد السُّودانيين ويؤسِّس لبناء الدَّولة على أسُس جديدة، فالتسوية السِّياسية القادمة – والتي من خلالها سيتم تشكيل الحكومة الإنتقالية – إن تمت، فلن تُلامس قضايا مثل: الهوية، علاقة الدِّين بالدَّولة، التنمية المُتوازنة وقضايا الأرض التي سبَّبت في الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد هذه الأيام .. وغيرها .. وغيرها. ولكنها ستكون صفقات لإقتسام السُلطة، وهذا ما تؤكِّده المواثيق والمُبادرات الكثيرة المطروحة.
هذه بعض المُلاحظات التي رصدناها، وتؤكِّد تحيُّز الدَّولة لحقل الثقافة (العربية – الإسلامية)، نورِد منها هذه الأمثلة:
تحيُّز على مستوى رأس الدَّولة !!:
في يوليو 2022 ذهب البرهان إلى منطقة (قندتو) بولاية نهر النيل بمناسبة عيد الأضحى وإجتمع مع أبناء قبيلته وعشيرته الأقربين (الجعليين) وطالبهم بالإنضمام لقوات درع الشمال على أساس إنو في السُّودان: (في ناس ما بشبهونا ودايرين يحكمونا .. ومافي زول بحكمنا).
تحيُّز للحفاظ على السُلطة :
وعندما دبَّ الخلاف بين البُرهان وحميدتي في سبتمبر وأكتوبر 2022 هبَّ ذوي القُربَى من زُعماء (بقارة) غرب السُّودان إلى العاصمة الخرطوم نُظَّار وعُمد المسيرية – (مُختار بابو نمر، الشوين، الصادق الحريكة عزالدين، إسماعيل حامدين،..) من جهة. ونُظار وعُمد الحوازمة عبد العال (بقادى محمد حماد أسوسة .. وآخرون) من جهة أخرى، ونُظَّار وعمد الحوازمة الحلفا (خالد النور الطاهر، إسماعيل الزبير،..) من جهه ثالثه. ونُظَّار وعُمد الرزيقات بقيادة الناظر (محمود موسى مادبو) من جهة رابعة – وذلك لرأب الصدع. كما قامت كذلك قيادات البقَّارة من المُتعلِّمين والمُثقَّفين بالعاصمة بإجتماعات مُكثَّفة مع حميدتي والبُرهان وقيادات القوات المُسلَّحة وجهاز الأمن لنفس الغرض (رأب الصدع بين الطرفين) ومُطالبتهم بالوحدة .. فما هي الثوابت والأرضية المُشتركة..؟. وإذا كانت هذه الحكومة (حكومة وطنية) ولكل السُّودانيين، لماذا لم نسمع بلقاء هذه الوفود مع الفريق أول/ شمس الدِّين كباشي – مثلاً – الرجل الثالث في الدَّولة بإعتبارِه مسؤول ملف كردفان ؟ !! أم هذه الإجتماعات تتجاوز ملف كردفان إلى قضايا أخرى إستراتيجية (كبيرة). فهذه الإجتماعات ببساطة كان لها أجندة أخرى لا تسمح بوجود (كباشي) طرفاً فيها.
فالدَّولة في أعلى قمة الهرم القيادي، تلتقي بقيادات (البقَّارة) للتشاور حول مُستقبل السُّودان – مع إبعاد شخصية محورية في (الدَّولة) مثل “شمس الدين كباشي” ..!!. ليقف الآخرون على الرصيف مُتفرِّجين على ما يدور في دولتهم.
فهل يُمكننا أن نتحدَّث بعد اليوم عن الوحدة والعدالة ودولة المؤسَّسات؟. وهل المؤسَّسات هي خشوم بيوت وعشائر القبائل العربية؟.
القبائل العربية في الهامش هي قبائل تم تهميشُها كما حدث للقبائل الزنجية الموجودة في المناطق المُهمَّشة. وقد ذكرنا في مقالات سابقة إن ما يحدُث لهذه المجموعات يتم إدارته بواسطة نُخبها التَّاريخية التي تسبَّبت في جرَّها إلى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وهي نُخب لها سوابق تاريخية وأدوار خبيثة منذ فترة طويلة، والنتيجة عداوة – المسيرية مثلاً – للجميع: (مع النوبة في الشرق، مع الرزيقات في الغرب، وفي الجنوب مع دينكا نقوك في أبيي، ومع دينكا أويل فى الميل 14، ومع الحمر في الشمال). فالمسيرية لا صليح لهم الآن .. !؟. فقد سمحت هذه المجموعات في الماضي – ولا زالت تفعل حتى الآن – بأن تكون آليات لتنفيذ أجندة عُنصرية توسُّعية.
والمجموعات الأخرَى غير النوبة لها حق الوجود في الإقليم بالطبع، والحركة الشعبية بإعتبارها مُسيطرة على أجزاء واسعة من ولايتي (جنوب وغرب كردفان) لا عداوة لها مع القبائل، لأنها تُصارع مركز السُلطة في الخرطوم، وهذا معلوم منذ أن وطأت أقدام القائد/ يوسف كوه مكي – برفقة القائد/ عبد العزيز آدم الحلو – جبال النوبة. وقد إلتقت الحركة الشعبية بهذه المجموعات وحاورتها ووصلت معها لتفاهُمات تؤسِّس لتعايش سلمي وأسُس عادلة لإدارة الموارد وفق حقوق المواطنة كقيم ومعايير عالمية – ويُمكن الرجوع كما ذكرنا سابقاً إلى هذه البيانات السياسية مع (الحوازمة الحلفا – المسيرية ، .. وغيرهم).
الكيل بمكيالين وإزدواجية المعايير:
شاهدنا فيديو منشور لشباب من قبيلة (الجُبارات) – إحدى بطون التعايشة – يعلنون فيه إغلاقهم لحقول البترول في منطقة هجليج، ويفتخرون بذلك ويتحدُّون الدَّولة. وغالبيتهم لا تتعدَّى أعمارهم (العشرين سنة) ولا إعتقد إنه تم مساءلتهم أو فضهم من مكان تجمُّعهم حول الحقل، ومثل هذا التصرُّف إن حدث من قبيلة أخرى مثل (الفور- الزغاوة – المساليت – النوبة – الفونج) ماذا سيكون مصيرهم ؟ كما شاهدنا فيديو آخر لشخص برتبة الفريق وهو قائد/ قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السُّودان بولاية البحر الأحمر، موجود بمدينة بورتسودان بكامل حراساته وقواته يُدعَى : ضرار أحمد ضرار – فريق يفتح مكتب بكامل زيه العسكري والعلامات، مع حراساتِه، داخل بورتسودان، وهي قوة لا تتبع لأي جهة – لا القوات المُسلَّحة ولا الدَّعم السَّريع ولا أي قوة نظامية أخرى ..!!. والدَّولة والقوات المُسلَّحة والأجهزة الأمنية (عاملة طناش). فإذا قام شخص من الزغاوة (في الفاشر) أو النوبة (في كادقلي) أو الفونج في (الدمازين) أو المساليت في (الجنينة) بمثل هذا التصرُّف الذي بدر من (ضرار) البجاوي – فكيف ستتعامل معه السُلطات ؟ هل ستتحمَّل الحكومة مثل هذا السلوك ؟ إنه تحيُّز بسبب اللون؟.
شعارات الدَّولة .. فِرية (تديُّن) المُجتمع السُّوداني:
إستمعنا إلى تسجيل صوتي لأحد كوادر الحركة الإسلامية في القوات المُسلَّحة تحدَّث فيه كثيراً بلغة ساخرة مُتوعِّداً بأنهم سيخرجون إلى الشوارع، وقال: (لابد للقوات المُسلَّحة أن تنحاز إليهم) مثلما إنحازت إلى الآخرين في ثورة ديسمبر !! – كان في حديثه ثقة زائدة بالنفس كمن يضمن إكتساحِهم لأي إنتخابات (مُبكِّرة) – بقية حديثه سنعود إليه لاحقاً – ولكننا هنا بصدد الرَد على حديثه بشأن (النشيد الوطني – وشعار القوات المُسلَّحة). فالنشيد الوطني (نحن جند الله) الذي كتبه (أحمد محمد صالح) عام 1955 – هل يُعبِّر حقيقة عن السُّودانيين ؟. وما هي الآلية التي تمت بها إجازة النشيد ؟ علماً بأنه حتى الآن لم تُقام أي إنتخابات حقيقية، فكل الإنتخابات التي أقيمت في السُّودان كانت إنتخابات (جزئية)، وبالتالي لم تتم حتى الآن أي مُمارسة ديمقراطية حقيقية منذ 1953، ممَّا يعني إنه لا يوجد أي برلمان – عبر التاريخ – عبَّر عن السُّودانيين بصورة حقيقية. وهذا ينطبق على شعار القوات المُسلَّحة (الله – الوطن)، وهي القوات التي قال عنها الشاعر الكبير محجوب شريف : (لا إنتو جُند الله .. ولا جُند الوطن) بعد إرتكابهم المجازر في حق الشعب السُّوداني في (هبَّة سبتمبر) 2013 – وبالطبع الإبادة والإنتهاكات في الحروب العبثية منذ إنشاء هذه القوات العُنصرية.
هذه واحدة من إشكالات النُخبة السُّودانية التي نصبَّت نفسها المُعبِّرة عن الشعب والتي تُفكِّر بالإنابة عنه وتعرف مصلحته.
إن إقحام إسم (الذات الإلهية) في شعارات الدَّولة لا يعني التديُّن لأن الدِّين في النفوس (القلوب) وليس في الشعارات التي تُستخدم عادةً للمُتاجرة بالدِّين. فأين شعار (هي لله .. هي لله) .. وإلى ماذا إنتهىَ هذا الشعار ؟ وما هي النتائج ؟. من رفعوا هذا الشعار إنتهى بهم الحال في السجون بتُهم فساد بعد أن جاؤوا إلى السُّلطة عبر إنقلاب عسكري في 1989، قوَّضوا به ما يُسمَّى بالسُلطة (المُنتخبة) في 1986 – هل كان ذلك أيضاً (لله) ؟. وقد وصل بعضهم درجة كونهم مطلوبين لدى محكمة الجنايات الدولية لما إرتكبوه من جرائم إبادة في حق شعوبهم. عندما نتحدَّث عن إبعاد الرموز والشعارات الدينية عن أي شأن يتعلَّق بالدَّولة فهذا لا يعني (طرد الدِّين من الحياة) كما عرَّف الصادق المهدي (العلمانية) – وإن ذلك لا ينقص من (إيمان) الناس، ولكنه يُحافظ على قدسية الدِّين في المقام الأول، ويخرجه من حلبة الصراع السِّياسي تجنباً لإستغلاله لأغراض ذاتية.
مواقف تكتيكية :
كثير من مواقف القوى السياسية من أقصَى اليمين إلى أقصى اليسار عبارة عن مواقف تكتيكية وغير جادة وغير حقيقية. فهي مُجرَّد تغبيش للوعي وتضليل للآخرين ومغازلتهم للإطمئنان على إجراءات التغيير .. وما أدراك ما التغيير – وحادثة الإعتداء على دار نقابة المُحاميين ليلة يوم الثلاثاء 1 نوفمبر 2022 تؤكِّد ذلك، لأن قوى الثورة في نفس الوقت الذي تنادي فيه بحل قوات الدَّعم السريع، هي التي هلَّلت لتدخُّلها (قوات الدَّعم السَّريع) لإنقاذ المُحاميين المُحاصرين داخل الدار !!. وقوى الحرية والتغيير لم تطرح حتى الآن أي تصوُّر أو رؤية جادة في مواقفها بشأن حل قوات الدَّعم السَّريع ودمجها في القوات المُسلَّحة، بل إن (ياسر عرمان) عضو المجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير ذكر في ندوة عطبرة بتاريخ 5 أكتوبر 2022: (إن قوات الدَّعم السريع تصلح لأن تكون نواة للجيش السُّوداني الموحَّد) – فالدَّولة ومؤسَّساتها وجميع القوَى السِّياسية تعتبر قوات الدَّعم السَّريع هي المُدافعة عن مشروعها للهيمنة والسيطرة والمُحافظة على الأوضاع القائمة، والمُنفِّذة لأجندتها التوسُّعية لإحتلال أراضي (المُكوِّنات الزنجية).
الثوابت الوطنية – أرضية مُشتركة:
إطَّلعنا على مقال قديم (تم أعادة نشره بالأمس) للدكتور/ عبد الله علي إبراهيم – عضو اللجنة المركزية السابق بالحزب الشيوعي السُّوداني بعنوان: (غزوة الجبهة الثورية لـ”أبو كرشولا” – 2013: حرب الظلام للظلام) طبعا العنوان فيه تمويه بإعتبار إن الجبهة الثورية كانت تُحارب ظلاماً (المؤتمر الوطني)، وهي نفسها (الجبهة الثورية) – ظلام، في إشارة إلى حملة الجبهة الثورية التي سُمِّيَت بحملة (الفجر الجديد). وعبارة (غزوة) نفسها لها دلالاتها – لأن الغزو يأتي من الخارج، ولكن لأن (عبد الله علي إبراهيم) يستبطن منظور أو نموذج – Paradigm مُحدَّد للمواطن السُّوداني، فلذلك رأى في دخول الجبهة الثورية إلى أبو كرشولا (غزواً). عندما قرأت المقال (الذي لم أقرأه في تاريخِه) لتواجدنا آنذاك بعيداً عن وسائل التواصل. شعرت إن لا فرق بين ما كتبه هذا الدكتور مع ما تم بثه في برنامج (في ساحات الفداء) الذي يتم إنتاجه عبر (مؤسَّسة الفداء) التابعة لفرع التوجيه المعنوي بالقوات المُسلَّحة الذي لا يوجد فيه سوَى كوادر الحركة الإسلامية من ما يُسمَّى بـ(الدَّبابين). وحملة (الفجر الجديد) لدينا بشأنها مواقف موثَّقة لـ(حزب الأمة، الحزب الإتحادي الدِّيمقراطي، والحزب الشيوعي السُّوداني) جاءَت كُلها مُتَّفقة ومُتطابقة مع موقف المؤتمر الوطني، وقد نشرناها في كتابنا بعنوان: (المناطق المُهمَّشة في السُّودان: كفاح من أجل الأرض والهوية – 2016). وهذا يؤكِّد وجود إرضية مُشتركة وإتفاق غير مُعلن بين جميع الكيانات التي تنتمي إلى حقل الثقافة (العربية – الإسلامية) وهذا الإتفاق يقوم على إحتكار السلطة والثروة بحيث لا يسمح للآخرين – المجموعات التي تنتمي إلى حقل الثقافة (الزنجية) – بالمُشاركة.
نواصل ..