الديوم والكنابي ..العدالة الاجتماعية

سامح الشيخ

 

بطبيعة الحال لا يمكن أن نقول إن جميع الناس سيئين أوا جميعهم طيبين .في مجتمعات المدن والقرى السودانية الاستعلاء العرقي بسبب ثقافة القبيلة موجود في كل الجهات الا انه غير مرتبط بالاقتصاد أو الثروة لكنه مرتبط بالثقافة وهو شي يحتاج إلى عميق نظر وشي من الصدق مع الذات.

أن انحياز الدولة السودانية لثقافة و لغة ودين
مكون اجتماعي واحد من مكونات المجتمع السوداني والحكم بشريعة هذا المكون الاجتماعي رسميا أو شعبيا أعطى ذلك أفضلية اجتماعية وميزة لهذا الكيان الاجتماعي صار بها كثيرين منهم يستعلى به على غيره من الكيانات والمكونات الاجتماعية بدون أن يكون أفراد المجتمع أصحاب ملكية أو اقطاعيين أو يملكون ثروات يمكن أن يستعلى شخص فقير ومعدم على شخص آخر يمتلك ارض وثروة فقط بسبب أنه ينتمي للثقافة التي انحازت لها الدولة.

في الثقافة السودانية الاسلاموعروبية هناك نفاق وكذب اجتماعي خصوصاً في مسألة شرب خمر وممارسة الجنس خارج إطار الزواج يجعل من الشخص منبوذ إجتماعيا كما أن الذي لا يعاقر الخمر ولا يمارس الجنس خارج إطار الزوجية يكون ذلك مصدر للفخر وللثقة وصار يتغني بذلك في المناسبات الاجتماعية . طبعا هذا الكلام في الظاهر فقط إلا أن الواقع يقول عكس ذلك لأن في الثقافة السودانية الذي يمارس تلك الأشياء سرا أو يعلن توبته يمكن أن يعود إلى المنظومة الاجتماعية التي نبذته من قبل دون أي شروط .

ارتبطت اماكن بيع الخمور وممارسة الجنس خارج إطار الزواج بعد الغزو الانجليزي المصري بالاماكن العشوائية التي لم يخططها المستعمر ويرجع السبب لذلك في مسألة تحرير الإنجليز للرقيق دون أن يضع خطة لادماجهم في المجتمع أو تأهيلهم وتوفير مهن ووظائف اضطر عدد منهم إلى العودة للعمل في خدمة ملاكهم السابقين بشكل عبودي جديد وهي العمالة المنزلية أو خادمات وخدام المنازل ، الذي يعملون في مجال النظافة وغسل وكي الملابس أو عمال البناء والأشغال اليدوية أو المهن الشاقة لذلك ارتبطت هذه المهن بكيانات اجتماعية معينة سودانية وهي مهن مذمومة اجتماعيا غير مرتبطة باصحاب الثقافة التي تبنتها الدولة ونادرا ما يعملون بها .

سكن هولاء العمال الذين رفضوا العوده في ضواحي المدن في مناطق سميت بالسكن العشوائي أو الكمبو حاليا وسابقا عرف بالديم أو الديوم وتوجد قلة منهم امتهن صناعة الخمور البلدية أو إدارة وتسهيل أمكنة للمارسة الجنس خارج إطار الزوجية باماكن السكن الغير مخطط هذا .

ساهم امتهان هذه المهن في عدم العدالة الاجتماعية بسبب الاستعلاء الثقافي في المدن والقرى المخططة حيث صار أصحاب الأفضلية هم الذين لا يسكنون اماكن يوجد بها بعض من يصنع ويبيع الخمور وبعض بيوت الدعارة إلا أن معظم سكانها يعمل في مجال العمالة المنزلية أو باليومية وكانت دائما العشوائيات أو الديوم أو الكنابي مكانا ومرتعا لعنف الدولة الرسمي وإهانة كرامة الإنسان فيما يعرف بالكشات ويعمق جروح الكرامة لسكان الكنابي والديومات النظرة الاستعلائية من البعض اما بسبب لونهم أو ثقافتهم ولغتهم أو عملهم والمهن التي يمتهنونها بل يطلق عليها إمعانا في الاستعلاء الرسمي والشعبي عليهم ووصفها بأنها اماكن للرزيلة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.