الدلنج.. تتنفس الحرية بعد ٩ سنوات من القمع
تقرير..عبدالقادر الأمين اقونا : Splmn.net
بعد غياب دام أكثر من تسع سنوات، حملت معها كل صنوف العذاب والقمع الممنهج، خرجت جماهير التومات عن بكرة أبيها وأمل الحرية والسلام يحدوها ويُقرأ في أعينها وهي تشارك في الندوة السياسية التي أقيمت بميدان البرهانية والتي جاءت تحت عنوان: تحديات السلام والراهن السياسي.
خرجت جماهير التومات لكي تعرف ما يدور في الساحة السياسية بعد أن أُبعدت من هذا الفعل لأسباب معروفة وممنهجة طالت كل أجزاء إقليم جبال النوبة/ جنوب كردفان منذ معركة الكرامة – كتمة ٦/٦- وحتى بعد سقوط نظام الثلاثين من يونيو الاستبدادي العنصري.
حضرت جماهير التومات وهي تشكل لوحة معبرة وراسمة ملامح البهجة والسرور والشعور بالرضابفعل التجمهر ، نعم مجرد التجمهر فقط أصبح مصدر فرح وسعادة لأبرياء يعيشون على بسيطة هذه الدولة السودانية.
بدأت الندوة بأدبيات ومورالات السودان الجديد مرسلة بذلك لجموع الجماهير المحتشدة بكل عفوية رسالة مفادها أنكم على موعد مع حدث غاب عنكم لأكثر من تسعة سنوات، حيث تفاعلت الجماهير مع تلك الأدبيات والمورالات وعلت وجوهها تباشير الفرح والحرية والثورة، وضحكات بريئة أقرب تفسير لها: أن خروجنا لهذه الندوة لم يكن بالخسارة، زادت هذه الفرحة العارمة ألقاً بمشاركة شاعر السودان الجديد/ خالد عباس (مونيكا) الذي ألهب الحضور وهو يمجد مفجر ثورة الهامش ومفكر مشروع السودان الجديد الدكتور جون قرنق دي مبيور، وكذلك تمجيد الأستاذ/ يوسف كوة مكي مفجر ثورة السودان الجديد بإقليم جبال النوبة وأخيراً قرأ نصه الشهير لروح الشهيدة/ ميادة جون شهيدة ثورة ديسمبر المجيدة أمام إعتصام قيادة الجيش بشارع النيل على تخوم المكان المسمى اصطلاحا (كولومبيا) .
بدأ المتحدث الأول الرفيق/حذيفة محمد شنكران بتحية جمهور التومات شاكراً لهم وقفتهم واحتشادهم لحضور تلك الفعالية، كما حيا شهداء الثورات السودانية على مر تاريخها الطويل، واختتم تحاياه بتحية للشهداء الذين لا زالوا يسقطون يوماً بعد يوم في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور رغم سقوط النظام الاسلاموعروبي الاقصائي…
تحدث المتحدث عن بعض جذور المشكلة السودانية مستعرضاً الأسباب المتراكمة التي أدت إلى تأسيس الحركات التحررية في الدولة وشن حروب الحرية والكرامة الإنسانية والتحرير من كل صنوف التمييز التي تتعرض لها بعض الشعوب في السودان، كما تحدث عن التهميش وأنواعه، تجارة الرق والعبودية، الهوية وتسييس الدين.
وتحدث المتحدث الثاني الرفيق/رياض عبدالجليل استيك عن اتفاقيات السلام التي وُقعت مع كل الحكومات السودانية المتعاقبة وماهيتها، وركّز بشكل كبير على إتفاق جوبا الذي تم توقيعه مؤخراً بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية نهاية أغسطس المنصرم، كما ركز على الحركة الشعبية أونلاين (عقار_ عرمان) ووضح أن هذه الحركة لا وجود لها على الأرض كما هو واضح للجميع هنا في إقليم جبال النوبة وهناك في النيل الأزرق، حيث وضّح أن هذه الاتفاقية ماهي إلا إتفاقية مناصب لا تخاطب القضايا التي من أجلها حمل رفاق الكفاح المسلح السلاح، وستنتهي وتذوب في القريب العاجل داخل ماعون منظومة المركز الاسلاموعروبي المهيمن.
أما المتحدث الأخير الرفيق/ الأمين أبوالقاسم منقار فقد تناول قضية الهوية بشكل واسع، كما تحدث عن ضرورة علمانية الدولة لضمان الوحدة الطوعية والمساواة بين كل المواطنين السودانيين في الحقوق والواجبات وبدونها يجب احترام حق تقرير المصير لكل الشعوب السودانية، واختتم حديثه بتناول سلام جوبا الموقّع مؤخراً بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية وبعض أساليب الخداع التي تمارسها مجموعة عقار وعرمان في استقطاب المواطنين البسطاء واعطاءهم وعود كاذبة ورتب وهمية، مثمناً اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه في أديس أبابا بين القائد عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية والدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس وزراء الحكومة الانتقالية.
وفي الختام إحتفلت الجماهير الحاشدة وتغنت بالمورالات والادبيات الثورية مع تجمع قوى السلام الشامل.