الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال – SPLM-N في الذِّكرَى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة

الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال – SPLM-N

في الذِّكرَى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة

ليتواصل النضال بخطى واثقة من أجل التغيير الشامل وبناء السُّودان الجديد.

تمُر علينا هذه الأيام الذكرَى الثالثة لثورة 19 ديسمبر المجيدة التي أسقطت أسوأ نظام شمولي عُنصري ومُستبِد مر على حكم البلاد – فصل جنوبها وأشعل الحروب في جميع أرجائِها، دمَّر نسيجها الإجتماعي وزعزع إستقرارها السِّياسي. وهي ذكرَى بداية الحراك والإحتجاجات ضد الحكم الشمولي في السُّودان سواءا كان (عمر البشير) أو الطُغمة العسكرية الحاكمة الآن.

تمُر علينا هذه الذكرَى ولا زال العسكريون جاثمون على صدر الشعب السُّوداني برغم سقوط الديكتاتور عمر البشير – إذ لا يعدو عسكر المجلس السِّيادي كونهم إمتدادٌ لنظام الثلاثين من يونيو 1989 بكل سياساتِه القمعية ونهجِه الشمولي الإقصائي .. وربما إنتهَى الأمر إلى الأسوأ.

إرادة الشعب السُّوداني لإحداث التغيير ظهرت مرات عديدة: في أكتوبر 1964، أبريل 1985، سبتمبر 2013، أبريل 2019، 30 يونيو، والآن في 25 أكتوبر 2021، 13 -17 نوفمبر 2021. ثم 21 نوفمبر 2021 – كإنجازات سياسية تحقَّقت بنضالاتِه وبسالاتِه – فلا بد من الحفاظ على هذا الإرث التَّاريخي العظيم ومواصلة النِضال حتى إنجاز مشروع السُّودان الجديد. ونحن على يقين من الإنتصار.

إن الملايين التى خرجت تهدر كالسيول فى شوارع كافة المدن السُّودانية مؤخَّراً لمقاومة الطغيان والبطش في بسالة وشجاعة مُنقطِعة النظير – تقف دليلاً على إستعار الرغبة في التغيير والتجديد.

الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال تؤكد في الذكرَى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة وقوفها مع جميع الشعوب السُّودانية في خندقٍ واحد .. وتُناضِل من أجل حقوقِهم ومطالبهم وتطلُّعاتهم في تحقيق شعارات الثورة: (حرية .. سلام .. وعدالة)، ومن أجل التغيير وإقامة نظام علماني ديمقراطي لا مركزي .. يُعيد السُلطة إلى الشعب .. ويُعيد هيكلة الدَّولة السُّودانية على أسُس جديدة بما يُمهِّد الطريق إلى الوحدة الطوعية في وطن يسع جميع السُّودانيين بتعدُّدِهم وتنوُّعِهم الثقافي والدِّيني والإثني.

19 ديسمبر تُمثِّل فرصة لمنع تدحرُج الصخرة التي أزحتموها بثورتكم المجيدة من العودة لتجثُم مرة أخرى على صدر هذا الشعب، هي فرصة لتصحيح وتطوير الوثيقة الدستورية وفتح الطريق أمام التحوُّل الدِّيمقراطي، وفرصة كذلك لإعادة الجيش إلى ثكناتِه توطئة لإصلاح القطاع الأمنى والعسكرى، كما هى فرصة لتحقيق الحكم المدني وبداية مشوار التغيير والإصلاح، وفرصة لإنشاء آليات فاعلة تلتزم بتنفيذ الإتفاقيات وبرامج التغيير بعيداً عن الوعود البرَّاقة والوثائق الممجوجة والأفكار الملتوية وأساليب المُكر وخداع الجماهير.

نحن في الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال على يقين أن بيننا وبينكم كثوَّار – عهدٌ غير مكتوب .. ومنذ عقود .. للنضال لتحقيق مشروع السُّودان الجديد، كلٍ حسب طاقتِه .. وكلٌ بوسائلِه، وأن يلعب كلٌ دوره حتى يتحقَّق التغيير الجذري. نحن لا نسعى إلى إتِّفاق يوفِّر مقاعد لقلةٍ من الأفراد تحصل بموجبه على إمتيازات على حساب الشعب، وإنما نُكافح من أجل سلام يُخاطب جذور المشكلة لتحقيق تغييراً شاملاً ينعكس على حياة كل سوداني عدلاً وسلاماً وإستقراراً وتنمية ورفاه.

نُشيد بشجاعَتِكم وصمودِكم في: (لجان المُقاومة، الكنداكات، تجمع المهنيين، منظمات المجتمع المدنى وكافة قوى الثورة)، ومواصلتِكم النِضال الجماهيري السِّلمي لإسترداد ثورتِكم بشعاراتِها التي قامت من أجلها. كما نُجدِّد دعوتنا لأعضاء وجماهير الحركة الشعبية في مناطق سيطرة الحكومة للمُشاركة بفعالية في المواكب السِّلمية المُعلنة تطبيقاً لمبدأ تكامُل الوسائل وتعدُّدِها لتحقيق التَّغيير والتحوُّل الدِّيمقراطي .. والتي من ضمنها النِضال السِّلمي.

إن شجاعة وتصميم الأجيال الجديدة في المقاومة أعطتنا الأمل بأن الثورة السُّودانية ماضية لتحقيق أهدافها بالكامل ولا مكان لأنصاف الحلول بعد اليوم. ولذلك نحن نؤكِّد لكم في الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال أننا معكم في هذا الطريق حتى نهاية المشوار لإقتلاع الديكتاتورية ومنع العسكر من الخوض في السياسة مرة أخرى، وإلى الأبد، وأنه يجب أن تؤول السلطة كاملة للوطنيين من المدنيين لأنهم الأقدر على إنفاذ الإصلاح والتغيير.

على سُلطات الأمر الواقع بكافة أجهزتها الأمنية – وقف الإنتهاكات الإنسانية ضد المُتظاهرين، وعدم التعرُّض لمواكبهم السِّلمية، وإتاحة الفُرصة لهم للتَّعبير عن تطلُّعاتِهم المشروعة إذا كانوا حريصين على السلام ووحدة البلاد.

أخيراً: علينا ألا ننسَى الشُهداء والمفقودين والجرحَى على مستوى البلاد وعبر مراحل النضال – فإنهم يُمثِّلون الشُعلة التي تضيء لنا الطريق نحو الحرية ليستمر النضال حتى تحقيق الهدف النهائي المُتمثِّل في الحرية .. السلام العادل .. المساواة .. والعدالة. فالتحية لهم جميعاً، وكامل تضامُنِنا مع أُسرِهم المكلومة، ومع أُسر ضحايا الإبادة الجماعية وسياسات الأرض المحروقة في دارفور، أبوجبيهة وغيرها من مُدن السُّودان.

النضال مستمر والنصر أكيد

القائد/ عبد العزيز آدم الحلو
رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي لتحرير السُّودان – شمال
17 ديسمبر 2021

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.