الحركة الإسلامية والسلفيين العصبة المتسلطة على رقاب السودانيين.
نضال الطيب حامد.
يجب علينا فضح الأجندة الخفية للدولة السلطوية التي قامت بتأسيسها العصبة الحاكمة في السودان ،ولربما يتساءل القارئ الكريم عن الحيثيات التي تربط بين الجماعة السلفية وتنظيم الجبهة الإسلامية على الرغم من الخلاف المنهجي بين التيارين، في ذات النظام الموءود ،وذلك ضمن منظومة ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني سابقاً، أو مايسمي بتجمع أهل القبلة فإن التحالف بينهم والمشاركة في السلطة وتبني الخطاب الديني لم يعصمهم أخلاقياً من تدبير المكيدة بإجهاض الثورة، والتي لا يقوي على صنعها إلا الذين بلغوا شأواً عظيماً في المكر والدها.
فإن الخداع الذي يعتمد عليه أهل الإسلام السياسي، من أجل الوصول إلى السلطة قائم على المظاهر الدينية وخطاب الشريعة الإسلامية. و الدعوة إلي الجهاد والعقيدة والتوحيد، وهنا يحضرني حديث نابليون بونابرت في مجلس الدولة الفرنسي، عقب إنتصاراته الباهرة في شتي بقاع العالم ؟ قال لم استطع إنهاء حرب الفاندي ، إلا بعد أن تظاهرت بأنني كاثوليكي حقيقي، .. ولم استطع الإستقرار في مصر ، إلا بعد أن تظاهرت بأنني مسلم تقي، .. وعندما تظاهرت بأنني بابوي متطرف ، استطعت أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا.. ولو أتيح لي أن احكم شعباً من اليهود، لأعدت من جديد معبد سليمان.
ومن الأنكي وأمر إنهم قاموا بتسييس الدين وتديين السياسة بصورة سافرة، أسقطت كل بواعث الحياء والقيم الأخلاقية النبيلة في الإسلام . ولم يكن ثمة هدف يذكر من وراء ذلك سوي الوصول والإمساك بتلابيب السلطة حتي لا ينازعنهم فيها أحد. أي إستبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير.. وهم الخاسرون.
وعندما نكتب عن تلك الجماعتين المتحالفتين ، المتقاسمتين للسلطة والثروة ، بفضح أجندتهم الخفية، سيدرك القراء الكرام بعد هذه المقالات التي إعتدنا على نشرها في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية وعلى هذه الصفحة بالفيسبوك ، إن هدفنا إبتداء هو الوعي والمعرفة، بفضح هيبة مصطنعة وقوة زائفة، وفي إطار الحيثيات التي بات يعرفها القاصي والداني دليلاً دامغاً في فضح الأجندة للدولة السلطوية الدينية المزيفة بإسم الإسلام ، وفي هذه الأيام يتحدثون عن العملية الديمقراطية والمطالبة بالإنتخابات عقب وقف الحرب عجباً لهولاء الناس وكأنهم نسوا وتناسوا أن عرابهم الترابي قال في ندوة أقيمت سابقاً بجامعة الخرطوم يوم 2003/12/31م حيث قال , إن الحركة الإسلامية لا تستطيع الوصول للحكم عبر الديمقراطية، لأن الإتجاه العالمي كان لا يقبل الإسلام في الحكم … أتعلمون هذا هو التبرير الذي لم يستنكف الآخرون تكراره كلما سئلوا أو لم يسألوا عن ذات الأسباب التي جعلتهم يلجؤون الي نهج الإنقلابات العسكرية لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية في نهجهم, ولكن يمكن أن يتخذوها حجة على غيرهم حال السعي خلف السلطة.
وعلي الرغم من كل ذلك، لم يكن عصياً على السودانيين المغرمين بالحديث في شئون وشجون السياسة، أن يكتشفوا منذ الوهلة الأولي بحصافتهم الفطرية المعهودة، أن العصبة الإسلامية التي اختطفت الحكم لمدة 30 عاماً ، إتخذت من الدين الإسلامي غطاًء لتمرير أجندتها السياسية، ليس هذا فحسب، بل جعلته وسيلة لتبرير أفعالها الإجرامية.. علماً بأن التجاوزات التي ابتغوا تبريرها، ليست عن حرمة دم البعوض، أو حكم من تبول واقفاً وإنما عن فظائع بلغت حد القتل والبطش والتنكيل والتعذيب وقطع الأرزاق. ولم يكن ذلك نهجاً عشوائياً، وإنما منهجاً وأسلوب حياة، أسسوا له في شعار المسيرة القاصدة بما اصطلح على تسميته بفقه الضرورة ، وهو المصطلح الذي دخل القاموس السياسي والإيديولجي للنظام في ذاك الوقت عنوة . بل لم يكن ذلك تغولاً على المذهب الشيعي كما يتراءى لبعض العارفين، وإنما كان إبتزاز لسدنة المذهب المؤمنين بعودة الخلافة الإسلامية وعهد عمر بن عبد العزيز. وعندما أرادوا التسلط على رقاب السودانيين يومذاك، أنتجت العلاقة بينهم حلفاً عقيماً، وهناً على وهن، لأن الخادع والمخدوع يعلمان تماماً أنه محض خواء لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقي.
تنبيه.
المقصود بالسلفيين هم الجماعات السلفية المتحالفة مع الحركة الإسلامية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.