الجالية السودانية في كارديف و جنوب ويلز “بيان”

 

إصدار بيان للتضامن الإنساني و للمساندة القانونية بملاحقة الجناة و للمطالبة بتقديم الدعمين الإعلامي و المادي لشعب جبال النوبة في لقاوة.

هذا بيان هام إلى عضوية الجالية و أصدقائها و لكل منظَّمات المجتمع المدني السودانية المؤمنة و الداعمة لوجود التعدد الإثني و الثقافي و الديني و الفلكوري و التراثي في السودان حول الأحداث الإجرامية المؤسفة التي تعرَّض لها شعب جبال النوبة في منطقة لقاوة.

في البدء لابد من إلقاء لمحة تاريخية مختصرة عن التعايش السلمي بين كل المكوِّنات السودانية في منطقة لقاوة فقد عاش الناس هناك في توادد و تراحم و تعاضد و تكافل بعد أن ربطت بينهم علاقات الدم و العلاقات الإجتماعية القوية إذ لم تكن تتجاوز الصراعات هناك مرحلة الصراعات القبلية الموجودة في كل أنحاء السودان و لذلك كان بإمكان القيادات التقليدية الإجتماعية السودانية هناك إيجاد الحلول لها في الغالب الأعم و بدون أن تتدخل الدولة.

أما في الفترة التي حكمت فيها عصابة الجبهة الإسلامية القومية السودان بعد إنقلابها المشؤوم في 30 يونيو 1989م عملت هذه العصابة الإسلاموية التي تجيد الإجرام على الإستثمار السياسي الرخيص في التعدد الموجود في السودان إن كان هذا التعدد إثنياً أو دينياً أو ثقافياً أو غير ذلك من أنواع التعدد السوداني الذي كان يمكن له أن يكون مصدراً للإثراء و للوحدة في التنوع في البلد التي لم تكن بالمستثناة من وجود هذا التنوع و التعدد في هذا الكون.

الشاهد أن تاريخ الدولة الوطنية السودانية بعد الأول من يناير 1956م لم يكن في صالح إعتراف مؤسسات هذه الدولة و إعتراف غالبية منظَّمات مجتمعها المدني العريض بالتعدد الإثني و الثقافي و الديني في البلاد بل كانت دولة منحازة بإمتياز للثقافة العربية الإسلامية من منظور عروبي إسلامي سوداني الأمر الذي تسبب في ظهور مصطلح النضال السياسي المسلح الذي قاد بدوره الحروب التي تدعو للتحرير بعد أن شعرت الكثير من المكوِّنات السودانية بالظلم و التهميش و بإستلاب الحقوق المدنيَّة.

كل القرائن و الأدلة و البراهين الدامغة تؤكد بأن السلطة المركزية الإنقلابية في السودان هي التي تُدير و تُدبر بخبث و عناية تآمرية كبيرة هذه الصراعات الإثنية في لقاوة و في غيرها من أجزاء السودان للإستمرار في السلطة المغتصبة لأنها ببساطة هي ذات السلطة الإنقلابية التي أججت نيران الصراعات الإثنية و القبلية و الدينية خلال الثلاثين عاماً و نيف من عُمر نظام الفصل العنصري الذي أقامته عصابة الجبهة الإسلامية القومية النسخة السياسية الجديدة لحركة الأخوان المسلمين الإرهابية العالمية التي لا تؤمن بحدود الدولة القطرية في سعيها الحثيث لتأسيس دولة الخلافة الإسلامية ذات المنطلقات الدينية.

-لقد بلغ عدد شهداء الدفاع عن النفس و الأرض و العرض في لقاوة 36 شهيداً بينما بلغ عدد المختطفين من قِبل قوات الجنجويد المسماة بالدعم السريع 11 مختطفاً و كان عدد المغتصبات قد بلغ 22 مغتصبةً و هنا لابد من أن تتحمل السلطة الإنقلابية التي تقودها اللجنة الأمنية لنظام الجبهة الإسلامية القومية المسؤولة السياسية و الجنائية و الأخلاقية لكل هذه الجرائم التي حدثت في لقاوة.

إنَّ الأحداث الإجرامية المؤسفة في لقاوة يجب أن تقود كل قوى الثورة الحيَّة في البلاد لطرح السؤال المركزي الذي يتناول طبيعة و مهام و طرائق تفكير و إدارة المؤسسات العسكرية و الأمنية في السودان وصولاً لمدى علاقة هذه المؤسسات العسكرية و الأمنية و الشُرطية بتوفير الأمن و الطمأنينة لكل المواطنين في كل أجزاء البلاد.

الشاهد أن المؤسسات العسكرية و الأمنية و الشُرطية السودانية في الغالب الأعم مؤسسات جنجويدية من الدرجة الأولى و لهذا السبب و لغيره من الأسباب لا تستطيع هذه المؤسسات المؤدلجة توفير الأمن و الحماية لكل المواطنين بلا أي تمييز بينهم على أساس إثني أو قبلي أو ديني أو ثقافي.

الحركة الجماهيرية السودانية بحسها الثوري العالي طالبت بعد 11 أبريل 2019م بحل مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع وهي في حقيقة الأمر قوات للقتل السريع و لترويع المواطنين و كما أنها طالبت بإعادة ترتيب أوراق كل المؤسسات العسكرية و الأمنية و الشُرطية في البلاد لتكون مؤسسات محترفة و منحازة لكل المواطنين و لكن كانت خيبة أمل هذه الجماهير الثائرة كبيرة في تحالف قوى الحرية و التغيير ذلك التحالف الذي إعترف بمليشيا الدعم السريع في الوثيقة الدستورية الكارثية و لهذا السبب و لغيره من الأسباب ظلَّ غالبية المواطنين السودانيين في معظم أرجاء البلاد يعانون من تفلتات هذه المليشيا الجنجويدية التي وجدت لنفسها الغِطاء السياسي و العسكري من الجيش السوداني الذي أنجبها وأنجب غيرها من المليشيات للأسباب التي لا تخفي على فِطنة القراء و القارئات.

تناشد الجالية السودانية في كارديف و جنوب ويلز عضويتها و كل المنظمات الحليفة و الصديقة المعنيَّة بقضايا التعدد الثقافي و الديني و الإثني و بقضايا حقوق الإنسان و بالقضايا الإنسانية و كما أنَّها تناشد الفنانين و المسرحيين و قيادات الرأي العام السودانية المنحازة للقِيم التي تنادي بها الثورة السودانية المجيدة تناشد هؤلاء جميعاً بإعلان كامل تضامنهم مع حقوق الضحايا من خلال تقديم الدعمين المادي و الإعلامي لأهاليهم في لقاوة و كما أنها تدعو بأن تتحول الأحداث الإجرامية في لقاوة التي إستهدفت شعب جبال النوبة لقضية رأي عام سوداني و عالمي.

في ذات السياق تناشد الجالية عضويتها في كارديف و جنوب ويلز و كل أصدقائها و كل منظمات المجتمع المدني السودانية في المملكة المتحدة و خارجها بفتح باب التبرعات المالية لدعم النازحين الذين تمَّ تهجيرهم قسرياً من لقاوة إلى خارجها إلى الكثير من القرى و المدن السودانية كدليل واضح على إرتباط هؤلاء المواطنين الضحايا بتراب بلدهم و بإنسانها.

المكتب التنفيذي للجالية السودانية في كارديف و جنوب ويلز

كارديف الجمعة الموافق- 11- نوفمبر 2022م .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.