الإعلان السياسي بين الحزب الجمهوري والحركة الشعبية شمال بقياده عبد العزيز الحلو طاقة دفع إضافية في إتجاه السلام والتحول الديمقراطي
بقلم م .علي تونجا علي
الاعلان السياسي بين الحزب الجمهوري والحركة الشعبيه شمال بقياده عبد العزيز الحلو طاقة دفع اضافية في اتجاه السلام والتحول الديمقراطي .
بقلم م .علي تونجا علي
شهدت الخرطوم توقيع إعلان سياسي بين الحركه الشعبيه شمال والحزب الجمهوري وقد ارتكز الاتفاق علي المبادئ والافكار التي أرسى قواعدها كل من الشهيدين الأستاذ محمود محمد طه والدكتور جون قرنق ديمبيور وفي ذلك اولي المحطات التي يجب ان نتوقف عندها وذلك لما يمثله الرجلان في ذاكرة الشعب السوداني من قيمة فكرية وفيه إشارة إلى أن التأسيس الحالي للدولة السودانية في الشمال لا ينفصل عن الخارطه الفكريه لسودان ما قبل الانفصال عمليا وهي في مخيلة شعبه بكامل المليون ميل فحركة النهضة والتاسيس لابد ان تستند علي الذاكرة عند الشعوب.والذاكرة جزء مهم في الادراك الذي يحقق المعرفة التي تطلق المشاريع الكبري في البناء الوطني. فكلمه الدكتور جون قرنق الخالده في حديثه عن الوحده حينما قال (فلنتقبل انفسنا كسودانين اولا قبل كل شئ،العروبه لا تستطيع توحيدنا والافريقانيه المضاده للعروبه لا تستطيع توحيدنا ،المسيحيه لا تستطيع توحيدنا ولكن السودانويه تستطيع توحيدنا )
فلكل من الرجلين انتاجهما الفكري السوداني الخالص الذي يبحث عميقا نحو وضع أسس لبناء الدولة السودانية .
_المحطة الثانية الجديرة بالتوقف عندها هو الاتفاق علي علمانية الدولة لحزب كامل فلسفته تقوم علي كتاب القرآن الكريم وهو حسب تعريف الجمهوري هو علم مفرغ في قوالب التعبير العربية وهو كلام الله الذي لا يشبه كلام الناس باصوات تنسل من الحناجر فتقرع الاذان انما كلام الله خلق وبشكل فلسفي وعميق نظر الحزب الجمهوري الي موضوع العلمانيه .
_المحطه الثالثة هي ان كل من المؤسسين لديهم قناعه بان السودانين هم الاوائل بين كل البشر ظهورا علي الارض لذلك يدعون دوما الي وحدة السودان وارضه وجميع شعوبه .
_محطه رابعة استوقفتني هي النظر للحكم من الفلسفة الاشتراكية فالراحل د. جون قرنق بقدراته المبتكرة ربط بين الاشتراكية والصراع الطبقي وبين وحدة السودان وحث قواعده وكامل عضويته بالحركة علي التوجه ثوريا نحو كل القطر اشتراكيا وبالمقابل نجد ان الحزب الجمهوري يقابل تلك الاطروحة بعمق الطرح المتمثل في جعل الاشتراكية كفلسفة واسلوب حياه تضع الفرد تحت الرعاية الاجتماعية أو بمعني آخر رعاية الفرد داخل الدولة السودانية ومن هنا تنشأ الحاجة إلى المساواة السياسية وهي أولى دعائم المجتمع الديمقراطي متمثلة في المساواة الاقتصادية والاجتماعية.
_المحطه الخامسه وهو ما كتبه *الاستاذ * مجذوب محمد مجذوب له الرحمة في سفره المميز تحت عنوان (السودان بلد وشعب وفكره بعض اوراق جمهوري ) في خاتمة كتابه -وكان المؤلف قد اهداني مؤلفه هذا وهو في سنوات عمره الاخيره متجاوز عمر التسعين عام ونحن علي مكابده لاقتلاع الانقاذ في العام ٢٠١٨- كتب: ( ان انتصار الاسلام السياسي علي حركه الفكر العصريه انتصار الي حين وان موعد الله لآت) وها هي الان بفضل تضحيات جيل الشباب في ثورة ديسمبر الذي اهداهم له الرحمه الاب مجذوب ذلك السفر يفتحون بابا من الحريه سمحت ببناء حوارات فكريه وتحالفات لننتصر لمشروع وطني كبير .ونختم ببيتي الشعر التاليين وردا في كتاب أ. مجذوب محمد مجذوب له الرحمه وقد كنت حريصا ان اكون احد مشييعه في ودمدني يعبران عن التلاحم والتضامن والتشبيك .
نأمل في أن يجد الكتاب حظه من النشر فقد صدر له الدكتور النور حمد تصدير اول والاستاذ عبدالله الفكي البشير تصدير ثان فالكاتب من ابكار تلاميذ الاستاذ محمود وشهد بداية قيام الاحزاب السودانيه وكتب سفره في سن متقدمه وبلاشك ملىء بالتوثيق والحكمه من شيخ جليل نأمل ان يجد حظه من النشر فقد استطاعت الأجهزة الأمنية حينها اخفاءه.
ونقول للحركه الشعبيه والحزب الجمهوري
.. رق الزجاج وراقت الخمر*
فتشابها وتشاكل الامر*
فكانما خمر ولا قدح *
وكانما قدح ولا خمر*