الاعدام يطبق على ناس (تية) ويستثنى قوش وبكراوي والبرهان

بقلم ✍️علاء الدين محمد ابكر

 

اصدار حكم باعدام الجندي حكيم تية يعتبر امتداد لتاريخ طويل من التمييز العنصري في السودان والذي يحاول البعض عدم الافصاح عنه ولكنها هي الحقيقة فنظرة معظم اهل الشمال والوسط والشرق الي سكان جبال النوبة ودارفور والجنوب السابق علي انهم مجرد عبيد جعلهم الله خدام لهم ولكن المشكلة ليست في عقلية العنصريين وانما في عدم وعي ابناء المناطق المهمشة حيث يتم خداعهم بالدين والوحدة الوطنية المزعومة لاجل استمرارهم في العبودية

جنوب السودان كان واعي جدا وهو يعلن التمرد على خلفاء الاستعمار البريطاني المصري وبعد كفاح مرير تمكن من نيل استقلاله بعد تضحيات كبيرة بالرغم من وقوف بعض الجنوبين في صف الجلابة الا ان الحرية كانت اخر المطاف من نصيب احفاد الزعيم جون قرنق والذي كان بالامكان ان يكون نيلسون مانديلا السودان الا ان المصالح المحلية والاقليمية (مصر) (اوغندا) والدولية (امريكا) ابتت الا وان لا يكتمل المشهد بميلاد سودان جديد يسع الجميع

ورث الجلابة في السودان عن الحكم الاستعماري عسكرية ادارة الدولة فكان المستعمر يحرص على تعيين اصحاب الخلفية العسكرية للعمل في السودان لاجل ممارسة اكبر قدر من القمع والاستبداد لذلك تجد فترات الحكم العسكري في السودان هي الاطول زمنا عن الديمقراطية ولذلك لاجل ممارسة القمع علي المهمشين وذلك باتفاق سري مع الاحزاب السياسية المدنية والتي هي في العلن مع السلام والديمقراطية ولكنهم في قرارة أنفسهم مع عسكرية الدولة لذلك تجد معظم اتفاقيات السلام التي تم توقيعها مع حركات التحرر كانت مع حكومات عسكرية

نعود الي موضوع اعدام الجندي (تية) والذي كان بالامكان ان يقتل بصمت ولكن مايعرف بالمحكمة العسكرية جعلت اسمه يتردد على مستوي العالم فالتصفية اسلوب معروف لدي الجلابة ولكن اراد الله ان يفضحهم عبر بث وقائع المهزلة التي عرفت بالمحكمة العسكرية والتي حرمت شخص مسكين من حقه من العيش وذلك يناقض اتفاقيات حقوق الإنسان والهدف من ذلك الحكم هو تخويف الاخرين وهو اسلوب لا يتوافق مع عصر التقنية والاقمار الصناعية التي يمكنها من رصد كل شي بدون الاستعانة باشخاص علي الارض

ونطرح سوال

لماذا لم يحاكم الجنرال عبد الفتاح البرهان بعد لقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي وحينها لم يصدر قانون يلغي قانون مقاطعة اسرائيل الذي صدر في اواخر خمسينات القرن الماضي فالسيد البرهان بلقاءه نتنياهو يكون قد خرق قانون ساري المفعول هذه واحدة اضافة الى انقلابه علي خيار الشعب عبر نكبة الخامس والعشرين من اكتوبر2021 واجهاض التحول الديمقراطي

في العام 2012 قاد عدد من الضباط الاسلاميين محاولة لقلب نظام الرئيس المعزول عمر البشير وبعد محكمة وصفت بالمضحكه بقيام بعض المهتمين بكشف عقود كان وزير دفاع البشير قد قام بموجبها بابرام صفقات لشراء اسلحة (خردة) وحتي لا تنتشر الفضيحة تم اغلاق موضوع المحكمة حتي لايتسرب الامر الى الاعلام وتكون الفضيحة بجلاجل وقد كان المقابل اطلاق سراح الانقلابيين

نفس الشي حدث مع قائد الاركان المشتركة الذي قاد انقلاب ضد الفترة الانتقالية فقد تم تخفيف الحكم عليه ليطلق لاحقا بالبراءة والاكتفاء بفترة احتجازه

و في العام 2021 في شهر سبتمبر قاد اللواء بكراوي انقلاب فاشل ليطلق سراحه ويتم اعادته الى الخدمة العسكرية فهل امثال هؤلاء يستحقون الحياة بينما الجندي المسكين (حكيم تية) تسلب روحه بدون السماح له بالدفاع عن نفسه عبر محكمة مدنية عادلة

سوف يسجل التاريخ هذا الانتهاك ليضاف الي سجل اسود من القمع والاستبداد في دولة 1956 ورثة الانجليز والمصريين و لكن التاريخ علمنا ان لكل بداية نهاية وان دولة الجلابة والباشبزق والبازنقر والعنصريين الجدد تلوح نهايتها في الافق القريب

سودان قديم يتحطم
*سودان جديد يتقدم*

*علاء الدين محمد ابكر*
𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.