الإنحطاط السياسي وأنتاج دولة 56 المزعومة.

بقلم✍️🏽/ كمال ضيفان تامون

 

2 نوفمبر 2024.

 

الأعتراف بالواقع ومواجهته بكل شجاعة هو أولي مدارج النهوض نحو الإنتصار والإستقرار السياسي والدستوري ، اما تصديق الوهم وأكاذيب دعاة الدولة السودانية اللا وطنية هو الخراب والدمار والحرب بعينه.

يجب علينا الأعتراف بلا لف و دوران بإن الإنسان  كان يعيش في بلاد السودان في حرية ،سلام ،كرامة ،قمه الإنسانية والتعايش السلمى، حيث كان بينهم عقد إجتماعي حقيقي وبناء عليه قد تنازلوا عن جزء من حقوقهم للقادة التقليدين وزعماء عرفيين وروحانيين لتسيير شئؤن حياتهم وإدارتها مقابل تقديم خدمات مختلفه لهم وفي جو ديمقراطي خالى من التزوير حيث لا عنف ولا غلبة ولا جبروت ، والرابط بينهم وهؤلاء القادة ( قوانين عرفية )  والكل يجد حريته في الأعتقاد والتدين وممارسة الثقافات والأعراف المختلفة.

وهذا القانون العرفي كان يضبط إيقاع الدولة وحركة المجتمع وينظم الحقوق والواجبات  بين المحكومين والقادة  وكيفية إدارة التنوع والتعدد بين مكونات المجتمع المختلفة.

وهذا ما يؤكد أن الدولة السودانية قد نشأت وتكونت في عهد المماليك النوبية القديمة وليست عندما توشحت بثوب المسيحية ولا في فترة المماليك الإسلامية (  الفونج أو السلطنة الزرقاء أو سلطنة الفور)  ولا في عهود الإستعمار التركي ،المصري والبريطاني ولا في فترة الحكومات بعد 1956م ، لانه لم تكن لدينا مشاكل هوية ولا أرض ولا غيرها من المشاكل السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية وهذه المشاكل أو القضايا سببها الحكام أو المسؤولين في فترات الحكم المختلفة بعد تكوين وتأسيس الممالك النوبية القديمة، وهذه هي الحقيقة  المره التي يجب أن نعترف بها ونعمل علي ضوءها لتجنيب البلد والشعب من الدمار والخراب.

ولكن من يقول أن الدولة السودانية تأسست في 1956

وبأعتبارها شرعية ومعترف بها في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والمنظمات الدولية فهو واهم نفسه وقطع تاريخ عريقة، لانها لم تتوفر فيها المقومات المطلوبة في الدولة  وأيضا هي مختطفة من قبل فئة صغيرة وأن السودانيين لم تتاح لهم فرصة الجلوس والإتفاق حول الأسس والقواعد التي تقام عليها دولتهم . راجع إتفاق ويستفايلو قبل أربمائة سنة حيث وضع مقومات وشروط الدولة القومية الأربعه.

وهذه الدولة التي ظل يسيطر عليها ويحدد أسسها ومقوماتها فئة قليلة طفيلية لا تمثل إلا نفسها وعلي سبيل المثال لا الحصر هم 1- السيد عبد الرحمن المهدي 2- السيد علي المرغني 3- السيد الشريف يوسف الهندي 4- السيد الطيب محمد هاشم 5- السيد علي التوم 6- السيد إبراهيم محمد فرح 7- السيد إسماعيل الازهري 8- السيد ابو القاسم الهاشم 9- السيد إبراهيم موسي 10- السيد عوض الكريم ابو سن هؤلاء المذكورين هم الذين وقعوا وإنبطحوا وبايعوا الإنجليز ضد الثورة العظيمة التي كان يقودها البطل علي عبد اللطيف ثورة اللواء الابيض سنة 1924 .

كيف لأشخاص بسبب خيانتهم لوطنهم وقاموا بإجهاض ثورة عظيمة ضد الإستعمار ومعهم آخرين لا يزيد عددهم الكلي عن 38 شخص أن يطلق عليهم ابطال! .

الشخوص التي ذكرتهم هم العمود الفقري للحركة الوطنية والسياسية والتي لم تشمل قيادات من الجنوب ،جبال النوبة ،الفونج ، دارفور وشرق السودان وهي من أسست وكونت الاحزاب السودانية في عام 1946 ذات الايدولوجيا الطائفية وشعارها الوحدة مع مصر والإئتلاف مع الأنجليز.

ويقولون أن دولة 1956 المزعومة جاءت نتاج مجهود كبير وجبار للحزبين الكبيرين لأنهم حققوا الإستقلال داخل البرلمان.

ويقولون أيضا أن الحزبين جاءوا بأنتخاب حر ونزيه لحكم البلاد، ونحن نقول هذان الحزبين هما نبت شيطاني وسبب كل البلاوي التي حلت بالسودان وفشل العملية السياسية وعدم الإستقرار الدستوري ، وما يدعم ذلك إن السودانين الوطنين كلما فكروا وبإرادة قوية في إعادة بناء الدولة السودانية المختطفة علي أسس جديدة وإيجاد عقد إجتماعي يتوافق عليه كل السودانين وبناء عملية سياسية متينة ووضع دستور جامع ودائم يعالج القضايا والمشاكل التي أحدثتها الأنظمة الحاكمة بعد المماليك النوبية القديمة يقوم قادة هذه الأحزاب ومعهم الجبهه الإسلامية بالتواطء مع قيادات القوات المسلحة بعمل إنقلاب عسكري يهدم هذه العملية السياسية ويعيد البلاد إلي حكم عسكري مدني دكتاتوري إستبدادي وثورات 1964، 1985 ليست ببعيدة واخيرا ثورة 2019 التي اخمدت بواسطة اللجنة الأمنية والدعم السريع الأبن الغير شرعي للقوات المسلحة وبالتواطء مع بعض القوي السياسية .

ونقول أن حزب الإتحاد الوطني أو الإتحادي الديمقراطي هو يتمدد من الختمية وحاضنته الإجتماعية بعض قبائل الشمال والوسط النيلي والشرق فبتالي هو تحالف زعماء الصوفية مع بعض أفراد القبائل .

وأيضا حزب الامة يتكون من كيان الأنصار وتحالف بعض قبائل كردفان ودارفور ، وهذه التحالفات الطائفية والقبلية هي التي زورت الإنتخابات  وشراء الزمم وظهرت مقولة أكلوا توركم وادوا زولكم ، وهذه الأحزاب هي التي شكلت دولة 1956.

إذا كان هذا هو حال الحزبين التقليدين الكبيرين فيها الولاء للطائفية  والقبلية اولي  وأقوي من الولاء للدولة وأغلب الأحزاب التي جاءت بعدها علي هذا النهج ولا يفرقون بين الدين والسياسة، وكيف لا نصل إلي الإنحطاط السياسي والأيدولوجي (  الإستقراطية الدينية والقبلية والسياسية ).

والحديث  عن السودان القديم سودان 1956 يتحطم والسودان الجديد يتقدم ، يجعل من الطبيعي ان السودان الديمقراطي العلماني واللامركزي يسع الجميع وفيه يسود القانون ومبادئ العدالة وحقوق الإنسان والشعوب ويستوعب التنوع والتعدد الذي يزخر به السودان ويظهر هيبة الدولة.

السودان الجديد الذي يحق فيه أن يكون رئيس السودان من الفونج أو جبال النوبة أو دارفور أو الشرق بغض النظر عن لونه السياسي أو دينه أو عرقه أو إي تمييز آخر .

السودان الجديد الذي علمه يعبر عن تعددنا وتنوعنا الثقافي والديني ويعكس هويتنا ويرمز للسلام والتنمية مثال علم مملكة كوش  وليس علم السودان الحالي شعاره لا يعبر عن ثقافنتا ولا مورثاتنا ولا عن حقوق الانسان ولا يدعو للسلام ولا التضامن.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.