الإعلان السياسي المشترك يوحد النساء خلف القائد الحلو
نضال الطيب حامد
الإعلان السياسي المشترك بين نساء الحركة الشعبيــة لتحرير السودان /شمال _ وبين الإتحاد النسائي السوداني.. يستمد قوته من ميثاق المبادئ النسوية للنسويات الأفارقة.
في أكرا عاصمة غنا، انعقد المنتدى النسوي الأفريقي في عام 2006 م بمشاركة أكثر من 100 ناشطة نسوية من كافة أنحاء القارة والمهجر، ثم خلق هذا الفضاء المستقبل ليسمح للنسويات الأفارقة من جميع مناحي الحياة بالمشاركة في عملية التغيير بمستويات مختلفة في الحراك النسوي.
وأحد النتائج الرئيسية لهذا المنتدى، هو إعتماد ميثاق المبادئ النسوية، الذي وافقت عليه مجموعة العمل الإقليمية للمنتدى، فإن الميثاق يوضح _ بشكل مفصل المسئوليات الفردية والجماعية للنساء تجاه دورهن في حركة التغيير، ونضالهن من أجل حقوق المرأة.
¶ تجاوزت الحركة النسوية فكرة أنها حركة حقوقية، تطالب بحرية المرأة ومساواتها مع الرجل، إلى مفاهيم أعمق وأشمل تحاول إعادة صياغة مفهوم نظرة المجتمع إلى المرأة باعتبارها ( عورة) _ استناداً إلى رؤية أنثوية تتم في إطار الفكر النسوي، وتستفيد من فرضياته وتصوراته.. وكان أبرز ماجاء به الفكر النسوي في هذا الإطار هو محاولة ترسيخ عدد من المفاهيم الجديدة، في محاولة لإعادة تشكيل الرؤية والثقافة السائدة في مجتمعاتنا وسماتنا الإجتماعية والسياسية، و خصائصنا الأخلاقية التي تتوافق مع مشروع السودان الجديد.
وتأكيداً على ذلك يأتي الإعلان السياسي المشترك بين نساء الحركة الشعبيــة وبين الإتحاد النسائي يضمن [ أولاً ] التأكيد على صيانة كرامة المرأة وكفالة حقوقها المنصوص عليها في المواثيق والعهود الدولية، وضمان المساواة وتمكين المرأة في المشاركة الحقيقية في الحياة العامة.
¶ ثم إنه يجب علينا تسليط الضوء على مطالب النساء في الضغط على الحكومة، لأنها العنف ضد المرأة، ولفرض النموذج النسوي الغربي على إحترام المرأة.. إن الجميع قد يتفق على ضرورة منع العنف ضد المرأة، ولكن يبقى الإختلاف حول مفهوم العنف نفسه.. لذلك أكد الإعلان السياسي _ [ ثانياً ] إلغاء كافة القوانين التي تنتهك حقوق النساء، و إدراج قضاياهن وحقوقهن ضمن المبادئ فوق الدستورية.
¶ كما يجب على المجتمعات التي في طريقها لإعادة إقامة العدالة الإنتقالية وسيادة حكم القانون، سواءً كانت خارجة من ثورة أو قمع أو نزاع مسلح أو نظام دكتاتوري.
أن تضمن أن النساء لهن دور وأنهن يشاركن بفاعلية في رسم الطريق إلى الأمام.
وفي هذا الوقت الحاسم، بوسع البحث عن الحقيقة والإصلاحات المؤسسية وجبر الضرر والملاحقات الجنائية، أن تكون هناك وسائل للإقرار بطائفة الانتهاكات والإساءات التي تعرضت لها النساء والفتيات، وإنها الإفلات من العقاب بشأنها.. ويأتي تأكيد الإعلان السياسي _ [ ثالثاً ] ضرورة تحقيق العدالة الإنتقالية وجبر الضرر والظالم التاريخية الواقعة على النساء.
¶ في عام 2004م أقدمت مجموعة من النساء بمدينة بمبرغ في جنوب ألمانيا على تأسيس ” المبادرة النسوية لحوار الأديان “ من أجل تحقيق التعايش السلمي، وإحترام الآخر وتنوعه، كما تتعايش الثقافات والديانات وتحترم اللغات المختلفة بعضها البعض.. ليس بدعة جديدة أن تتفق النساء في السودان على إعلان مبادرة، تأتي [ رابعاً ] على إطلاق مبادرة نسوية لترسيخ قيم السلام الإجتماعي وتحويل الإختلاف والتنوع بين السودانيين إلى قيم إيجابية تؤسس للسلم الإجتماعي.
¶ يعتبر التضامن النسوي أحد أبرز آليات النضال النسوي، حيث يضمن التفاهم والدعم بأشكاله المختلفة، وعدم التسلط ومراعاة الفوارق بين النساء على أساس الطبقة والعرق والدين _ وتقول المنظرة النسوية ( بل هوكس) لكي نختبر التضامن النسوي، يجب أن يكون لدينا مجتمع لديه من المصالح والأهداف المشتركة التي نتحد حولها لبناء الأختية… أي أنها تشير إلى وحدة المطالب، التي تخلق التضامن النسوي _وتقول الكاتبة النسوية المصرية : نوال السعداوي : يدرك مؤيدو النسوية الذين يعرفون آثار النظام ( الأبوي الذكوري) أننا جميعاً في مركب وأحد، و نواجه مخاطر الأنظمة القمعية سوياً __ لذلك يؤكد الإعلان السياسي من منطلق هذه المفاهيم في الفقرة [ الخامسة ] تأسيس جبهة نسوية عريضة لتنظيم قدرات وطاقات النساء لمجابهة التحديات والعقبات التي تقف في طريق نساء السودان لمواصلة النضال طويل الأمد من أجل تحقيق أهدافهن الإستراتيجية.