إنتهاء ولاية مفوضة حقوق الإنسان
أخبار الأمم المتحدة- splmn.net
تنتهي فترة ولاية المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، في 31 آب/أغسطس، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إنه لا توقعات عن أي إعلان بشأن من سيخلف السيدة باشيليت يوم غد، مشيرا إلى أنه يتم الانتهاء من عملية التوظيف – وحتى الانتهاء منها، اعتبارا من الأول من أيلول/سبتمبر، ستكون ندى الناشف وهي نائبة المفوضة السامية لحقوق اللإنسان – هي المسؤولة.
جاءت تصريحات ستيفان دوجاريك ردّا على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم في نيويورك. وقال بشأن تعيين خلف لباشيليت: “لا يمكن التنبؤ متى سيحصل ذلك ولكن أعلم أنه في المراحل النهائية ونحاول أن نفعل ذلك بأسرع وقت ممكن وبأكبر قدر من الجدية.”
أربعة أعوام حافلة بالأحداث:
بعد أربعة أعوام، تغادر ميشيل باشيليت منصبها كمفوضة سامية لحقوق الإنسان. وقالت السيدة باشيليت لأخبار الأمم المتحدة إنها مهمّة لا تنتهي أبدا، لذلك “ربما هناك الكثير من الأمور التي لم نتمكن من القيام بها أو تحقيقها،” لكن “قمنا ببعض الخطوات المهمة، على سبيل المثال قرار الجمعية العامة” بشأن الحق في بيئة صحية ومكافحة التلوث، بوصفه حقا من حقوق الإنسان.
وقالت: “أعتقد أن أسوأ تهديد للبشرية هو ما نسمّيه أزمة الكوكب الثلاثية: تغيّر المناخ والتلوّث وفقدان التنوع البيولوجي.”
ومن الإنجازات الأخرى التي شهدتها خلال فترة عملها الاتجاهات المعيّنة نحو إلغاء عقوبة الإعدام. ولفتت الانتباه إلى أن أكثر من 170 دولة إما ألغت بالفعل أو وضعت وقفا اختياريا لعقوبة الإعدام، وأعلنت بلدان أخرى التوجه في نفس المسار.
وقالت: “في بعض الأماكن، تمكنّا من دعم الناس، لذلك يتم إسماع أصواتهم، تم تغيير القوانين – للأفضل، إن صح التعبير، فيما يتعلق بحماية وتعزيز حقوق الإنسان أو حقوق المرأة أو حقوق الطفل.”
هل حقوق الإنسان في تراجع؟
وردّا على سؤال بشأن ما إذا كانت السيدة باشيليت تعتقد أن حالة حقوق الإنسان في العالم تشهد تراجعا أم لا، أوضحت أن العالم تغيّر بشكل كبير في السنوات الأربع الماضية، بالطبع تفشّت جائحة، علاوة على التأثير القوي المتزايد لتغيّر المناخ. و”الآن نشهد ارتدادا للصدمات الناتجة عن أزمة الغذاء والوقود والتمويل نتيجة للحرب في أوكرانيا.”
كما أشارت إلى حالة “الاستقطاب الكبير على المستوى الدولي، والحركات الاحتجاجية والانقلابات في ميانمار وبوركينا فاسو وغينيا ومالي وكذلك استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان.”
وتحدثت عن استغلال بعض البلاد للجائحة وفرضت قيودا على حرية الصحافة وحرية التعبير.
وتابعت تقول: “اعتقدنا أن حقوق الإنسان من المسلّمات، وهي ليست كذلك. ورأينا أن الدول التي تتحدث دائما عن حقوق الإنسان (لا) تحترمها دائما بالضرورة.”
لكن من ناحية أخرى، ثمّة العديد من الحركات المهمة، فالشباب يتظاهرون من أجل الكوكب والنساء نهضن بحملة “Me Too” إضافة إلى “حياة السود مهمة” التي تنادي بمناهضة العنصرية.
وقالت: “كما هو الحال دائما في الحياة، لدينا لحظات جيدة ولحظات صعبة، وعلينا العمل مع كليهما.”
الأوقات الصعبة:
أشارت السيدة باشيليت إلى أنها عادت للتو من مخيم كوكس بازار في بنغلاديش، حيث تحدثت مع أبناء الروهينجا وقد طلبوا من الأمم المتحدة توفير ضمانات تمكنهم من العودة إلى ميانمار.
وقالت: “لسنا قادرين الآن على ضمان ذلك لأن الظروف المناسبة ليست متاحة، حتى يتمكنوا من الدخول بطريقة آمنة.”
خلال الجائحة، كان يتعيّن على مفوضية حقوق الإنسان تعلّم التكيّف مع الوضع الجديد، كالإغلاقات والحجر، والتعامل مع عدم المساواة في الوصول للقاحات والعلاجات.
وأضافت أن الهدف ليس العودة إلى الوضع الطبيعي لأن الوضع الطبيعي سيء. “لقد أوصلنا هذا الوضع الطبيعي إلى هذه (النقطة) ولكنّه أعطانا أيضا إمكانية المناقشة – حسنا – ما الذي نريده للمستقبل؟ لهذا السبب بدأنا بالحديث عن ’إعادة البناء بشكل أفضل‘ ولكننا الآن نغيّر ذلك إلى ’البناء للأمام بشكل أفضل‘ إذا صح التعبير.”
الاستمرار في العمل:
أوضحت السيدة باشيليت أنه نظرا لوجود العديد من القضايا على جدول الأعمال، وبعضها يكتسب أهمية أكبر في وسائل الإعلام من الناحية السياسية، وبعضها يتعلق بالصراع الذي طال أمده، “فأشعر أنها (قضايا) منسية ويشعر الناس بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم.”
وأوردت على سبيل المثال اليمن، فعلى الرغم من الهدنة، توجد انتهاكات على حد قولها. “نعتقد أن وقف إطلاق النار أمر جيد، لكننا نحتاج الآن إلى حوار سياسي وعملية سياسية، وضمان حماية المدنيين.”
وفيما يتعلق بسوريا، لا تزال هناك مهمّة البحث عن عشرات الآلاف من الأشخاص المفقودين، والأمين العام للأمم المتحدة بصدد إصدار تقرير “حيث نقترح آلية معيّنة بشأن ذلك.”
نصائح بشأن المفوض القادم:
بالنسبة لنصائحها لمن سيخلفها، قالت السيدة باشيليت: “آمل أن تتسنّى لي الفرصة للحديث معه أو معها، بصرف النظر عمّن وقع عليه الاختيار. ونصيحتي ستكون، أعني أولا، أنني أريد أن أتشارك بخبراتي، كثير من الأمور التي لا تعرفها دوما قبل تسلّم هذا المنصب، وبإمكاني أن أقدّم دروسا تعلّمتها.”
كما تنصح من سيخلفها أن يكون منفتحا على التعامل مع جميع الدول الأعضاء ومع أصحاب المصلحة، “هذا المنصب صعب لأنه يطلب منك أن تكون صوت من لا صوت لهم.”
وكانت السيدة باشيليت قد قالت للصحفيين في تصريحات من جنيف قبل أيام إن نحو 50 مرشحا أعربوا على ما يبدو عن رغبتهم في الوظيفة، مضيفة أنه يتم بذل كل جهد ممكن لتعيين المفوض السامي الجديد في أقرب وقت ممكن.