إلى من يتضجرون بسبب عدم تمرير المساعدات الإنسانية إلى جبال النوبة (إنه دس السم في الدسم) ونحنا ما محتاجين لهكذا مساعدات.

 

غادة حسن مردوم
الناطق الرسمي بإسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال – إقليم جبال النوبة.

إذا أردنا أن نناقش كيفية الحلول لأي مشكله لابد أن ندرس جذور تلك المشكلة حتي لا تكون المحصلة النهائية غير شاملة. الآن البعض ينظر إلى المشكلة من زاوية وعدسة واحدة. يجب أن ننظر إلى كل المواطنين بجبال النوبة والفونج والمناطق الأخرى المستهدفة بالإغاثة كمواطنين لهم إمتداداتهم الأسرية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية في كل بقاع السودان، فكيف نسمح بتجزئة الحلول؟.

الآن كل السودان في حاجه لتلك الإغاثة (المزعومة) لأن نفس المواطن المستهدف الآن في (جبال النوبة، الفونج، غرب كردفان) موجود في مناطق أخرى في السودان (الخرطوم، أمدرمان، بحري، مدني، بورتسودان، كسلا، عطبرة، القضارف، الأبيض، حلفا… إلخ). وقد هاجر من هذه المناطق قبل سنوات بسبب الحرب طالبا للأمن والدراسة والعلاج والإستقرار والعمل وتوفير سبل العيش والحياة، وبسبب تمركز الخدمات الأساسية في هذه المدن (المركز). وقد ظل هؤلاء المواطنين يعانون في هذه المدن أيضا بسبب شروط المركز حسب (التراتبية الإجتماعية المختلة) وحسب المعايير الآيديولوجية العنصرية للدولة. وحاليا نسمع عن معاناتهم التي قرأنا عنها في الميديا إنها وصلت مرحلة (أكل القطط) في (أمبدة).

هؤلاء المواطنين تم تنزيحهم وتهجيرهم قسريا بواسطة الحروبات وذهبوا في رحلة طويلة للبحث عن الحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية. ولقد كان حمل السلاح هو الخيار الأخير والوحيد المتاح لديهم لأن أنظمة الحكم في السودان ألفت الإستماع لصوت الرصاص ولم تستمع أو تستجب من قبل – وحتى الآن – إلا لمن يمتلك ذات الأداة.

لقد طرحت الحركة الشعبية رؤيتها لإيصال المساعدات الإنسانية بتفكير ونهج قومي وشامل بعيدا عن الجهوية والمناطقية وفقا لمبادئها (العدالة والمساواة) والذين يقولون إن بقية المناطق إستلمت حصتها فربما لا يعلمون إن لدينا أسر و أهل يعيشون هناك وربما ظروفنا الآن أفضل منهم، وأكل صفق الأشجار أمر عادي في بعض مناطق السودان إذ يؤكل مع بداية فصل الخريف (الرشاش) مع مسحوق الفول السوداني، وليس بالضرورة بسبب وجود مجاعة برغم وجود معاناة في بعض المناطق بالفعل.

الذين ينتقدون الحركة الشعبية عليهم تقديم السؤال لوفد الجيش : لماذا رفضوا إبرام إتفاق لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرتهم على أن يتركوا المسؤولية في المناطق المحررة للحركة الشعبية، ونحن نستطيع فعل ذلك، وهذا حدث من قبل ويمكن أن يحدث الآن وبدون أي إتفاق؟

إن طرح الحركة الشعبية ونهجها هو أكثر واقعية ومنطقية من ما أتى به وفد الجيش. فهو طرح غير ذاتي لأن الحركة الشعبية تنظر للكل بشكل متساوي وعادل ولم تنحاز إلى السكان بمناطق سيطرتها. وجبال النوبة وإقليم الفونج الجديد جزء من (حقل كلية) لجميع المواطنين السودانيين.

سبب فشل الموسم الزراعي هو آفة الجراد وتذبذب هطول الأمطار. ولكن الأهم من ذلك هو قصف الجيش للمواطنين بالبراميل الحارقة وهم في مزارعهم. الأمر الذي جعلهم يحتمون داخل الخنادق ولا يذهبوا إلى المزارع. وهو ما لم يتم إدانته بواسطة من يتحدثون الآن أمام الكاميرات ويضعون أمامهم عدد من المايكات ويحملون المشكلة لإدارة الحركة الشعبية !!. ولا أدري هل تذبذب الامطار مسؤولية الحركة الشعبية؟

فالقصف بالبراميل الحارقة يخلق خلل بيئي (إن كنتم لا تعلمون) وهذا يسبب في الكوارث البيئية (نقص الأمطار، إنتشار الآفات، المجاعة، … إلخ). وهذا يضر بالغطاء النباتي والثروة الحيوانية كما تعلمون… و(لو ما عارفين دي مصيبة).

مافي زول فيكم أدان السلوك ده وهسي عايزين تتكلموا عن توصيل المساعدات الإنسانية لمناطق يتم قصفها بإستمرار – هسي الإغاثة ممكن تجي وبكره يقتلوا المواطنين بالطيران. يعني شنو إغاثة؟ إنت أبعد عدوانك مني وأنا ما محتاج لإغاثة، المواطن بمشي يزرع ويعتمد على نفسو.

ياتو يوم شعب النوبة العظيم إحتاج لأكل من زول وهو يمتلك ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية وتم نهبها بواسطة من تدافعون عنهم الآن. عشان تجو تكوركو في الميكروفونات إنو (عبد العزيز الحلو) رافض الإغاثة لشعب النوبة. إنه لأمر مؤسف جدا لما تتكلموا عننا بالطريقة دي (ناس بحتاجوا لمساعدة من الغير).

نحن لو عالجنا مشاكل السودان بصورة جذرية،(ما في زول بكون محتاج لزول).

نضالنا مستمر والنصر للسودان الجديد.

3 تعليقات
  1. Jrad Osman يقول

    قدام يا رفاق النضال مستمر

  2. عبدالله تاور تيه يقول

    الحركة الشعبية حركة راسخة ولدت شعلة مستنيرة لتحرير العقول المغيبه إلي فضاء الحرية والعداله والمساواة في الحقوق ولواجبات والانعتاق من التبعيه المهينه للكرامة الانسان والانطلاق إلي فضاء السودان الجديد المنشود

  3. Rofail يقول

    Actually you are right on the bases of studying the rot cause of the problem but what is the right thing to do promote healthy aids in the country

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.