إلى متى نكون الواطة…!
سامح الشيخ
الواطة مصطلح سوداني يعني الأرض وهو تحريف لكلمة وطء في اللغة العربية بمعني داس على الشي أو وضع رجله عليها أو اعتلاه . بهذا المعنى صار السودان ارضا للعالمين العربي والإسلامي يتحمل مصايبهم وكل هزائمهم بل كثيرين يفخرون بانه أرض اللاءات الثلاثة بعد هزيمة ١٩٦٧ . التي قبلها وبعدها شارك السودان في كل الحروب العربية الإسرائيلية سواء بمتطوعين أو قوات رسمية لكن لم يقيم اي مشاركة قام بها بل دايما تسبق حكوماته عواطف العروبة والدين الإسلامي فتندفع نحو المواجهة لتكون في وجه المدفع دون أي اعتبار لأننا اصبحنا الأرض التي تتحمل نيابة عن العرب والمسلمين كل نتائج حروبها مع إسرائيل فإذا كنت تجهر بالعداوة من المنتصر في كل تلك الحروب ثم تأتي لتحدثنا عن مؤامرات تقسيم السودان فما الذي ترجوه من عدو اتخذته دون أن يبادر هو بعداوتك. وها هو الآن بسبب تبني الايدلوجية الوهابية السنية يريد دفع ثمن بخس بتحمله مسؤلية تفجير البارجة كول وتحمل المسؤولية أيضا عن تفجير السفارة الأمريكية في كل من نيروبي الكينية ودار السلام بتنزانيا.
كل هذا عبر التاريخ هو التبني الأعمى للعروبة ولايدلوجيات الإسلام السياسي كاحسن ما يكون في التبني بطريقة التركي وللا المتورك أو ملكيا أكثر من الملك . كان جراء كل ذلك أن يتحمل السودان عقوبات وحظر تجاريا امريكيا شاملا دون غيره من الدول العربية والإسلامية نعاني بسببه تخلفا حضاريا مريع حيث تنعم الدول العربية والإسلامية من حولنا بعائدات خطوط طيرانها الجوية وخطوط ملاحتها البحرية وعائدات سككها الحديدية ومترو الانفاق والترام وتستفيد من كل التقانات اصبحت كل هذه الدول تسبقنا حضاريا آلاف السنين الضوئية بسبب عدم وقوع حظرا امريكيا عليها اصبح السودان قرية بدائية في حضره قراه بسبب تبني المواقف ذات الايدولوجيات يمين ويسار من منظرين ومفكرين هذه الايدلوجيات من السودانيين الذين يتحدثون بالدفاع عن التطبيع اما عن مبادئ واما عن انتهازية كما أسماهم أصحاب المبادئ الايدلوجية ولا يستطيعون أن يجدوا لنا حلولا اثنينهم أو طريقا ثالثا غير مجرب .
أصحاب المبادئ هم الذين يدافعون عن القومية العربية أو عن الأممية الماركسية يتحدثون عن مبادئ وهم في معظمهم من محل إقامتهم في دول أوروبية ومن أمريكا ومن ودول راس مالية عربية (شقيقة )ولا يفكرون أنهم بها لتردي الأوضاع الاقتصادية بالسودان ويستسهلون من شأن عدم فك الحظر الأمريكي بأنه يمكن استعاضته بدول أوروبية وآسيوية عن طريق الاستثمار ونقل التقانة ناسين قدرة أمريكا على معاقبة من يكسر حظرها الاقتصادي على السودان وليس العقوبات الأمريكية على شركة لوندين السويدية تاليسمان الكندية ببعيد أو معاقبة بنك باربيا الفرنسي كذلك ببعيد.
أما صحاب الصوت العالي في التطبيع هم الذين يريدون سوقنا في اتجاه محوري جديد ليصبح السودان بلدا متنقلا بين المحاور وهو نفس عملية الانتقال التي بدأها النظام السابق بعد أن كان يلعب على حبل المحورين المحور الإخواني التركي القطري المتحالف مع إيران وتيارها الشيعي والآخر الذي يريدنا النظام الحالي الاتجاه إليه مجانا دون التأكد من وجود مصلحة في ذلك وهو المحور الخليجي السني الوهابي المتحالف مع أسرائيل الصهيونية .