إلى أقني هنود ابيا كدوف -لا تقبل بمنصب الانقلابيين- لأن الشعب سيقلعهم حتما..

عبدالغني بريش فيوف

كشف مصدر مطلع لـ”اليوم التالي” أن المكون العسكري بقيادة القائد العام للقوات المُسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان توافق مع قوى سياسية وبعض قوى الكفاح المُسلح على اختيار هنود أبيا كدوف لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة المُرتقبة.
وأكد المصدر لـ(اليوم التالي) أن إرجاء إعلان المجلس السيادي بسبب اختيار مُمثلي إقليم شرق السودان في المجلس السيادي وبقية الحقائب الوزارية.
وكشف المصدر للصحيفة أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان منح ممثلي دول الترويكا خلال اجتماع الأمس فرصة لمشاورات أخيرة مع رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك للعودة لمنصبه وأكد أنه في حال تعثر التسوية فإن المكون العسكري بالاتفاق مع قوى سياسية وقوى كفاح مُسلح سيتم إعلان هنود أبيا كدوف رئيساً للوزراء.
من هو البروفسير هنود ابيا كدوف؟
ولد هنود أبيا في يناير 1944م بقرية سلارا جبال النوبة، وهو أستاذ وعميد كلية أحمد إبراهيم للحقوق في “الجامعة الإسلامية العالمية” في ماليزيا. وهو قاضٍ متخصص في قانون الأراضي والقانون العرفي والقانون الدولي العام، وفي القانون المقارن ومنهجية البحث القانوني وكذلك القانون البيئي. كما أنه محاضر في “جامعة الخرطوم” في السودان، ورئيس تحرير مجلة “IIUM” القانونية، ومحرر مشارك في “مجلة الأمن العام والسلامة” في ماليزيا. شغل منصب مساعد رئيس تحرير “الجريدة القانونية السودانية” بين 1974 و1975، وباحث في القانون العرفي في “جامعة الخرطوم” بين 1975 و1977، وعمل قاضياً في السلطة القضائية بين 1972 و1988، وقاضياً في محكمة الاستئناف بين 1985 و1988. كما عمل محاضراً في معهد الدراسات البيئية “جامعة الخرطوم” بين 1986 و1991، ومدير مشروع القانون العرفي في كلية القانون “جامعة الخرطوم” بين 1988 و1991، ورئيس شعبة القانون العام في كلية أحمد إبراهيم للحقوق في “الجامعة الإسلامية العالمية” في ماليزيا خلال 2010، ومنسق وحدة بحوث ملكية الأراضي والإدارة البيئية في الكلية ذاتها بين 2011 و2018. كما شغل العديد من العضويات منها عضوية اللجنة الاستشارية في “هيئة السلطة القضائية السودانية” بين 1981 و1984، و”المنظمة السودانية لحقوق الإنسان”. حاصل على دكتوراة وماجستير في القانون العرفي في “جامعة لندن” في المملكة المتحدة. أصدرت البروفيسور انتصار الزين صغيرون وزير التعليم العالي والبحث العلمي قراراً بتعيين البروفيسور هنود أبيا كدوف مديراً لجامعة أفريقيا العالمية.
عزيزي القارئ..
لا شك في أن الدكتور هنود ابيا كدوف أُعطيَ من المؤهلات والإمكانيات والمقومات ما يمكنه من ان يكون رئيسا للوزراء، بل رئيسا للسودان في الظروف العادية. لكن هل نحن نعيش ظروفا عاديا في الوقت الحالي حتى يتم اختياره من قبل الانقلابيين ليكون رئيسا للوزراء؟
نعم، هنود شخصية مؤهلة ليتقلد منصب رئيس الوزراء في السودان، لكن ليس في ظل تمدد هيمنة الفاشية العسكرية، التي تسعى إلى أساليب أخرى بجانب الهيمنة الأمنية والاقتصادية لدعم ممارسات القمع والإرهاب في الشارع السوداني.
مؤهل.. لكن ليس في ظل فكر الخضوع والخنوع وتأليه السلطات، وليس في اطر إجراءات وقرارات، تفيد بان الانقلابيين فوق كل اعتبار تشريعي او قانوني.
مؤهل.. لكن ليس في ظل دولة الجنرالات الذين يتمتعون بميزات فوق كل الأعراف الدستورية والقانونية، مما يعمل على شُل المؤسسات الحكومية وإعجازها عن أداء أعمالها، فتحيل مشاكلها إلى السلطة العسكرية وتريح نفسها؟
اسمعني يا أقني..
العسكر الذين لم ينتصروا قط في أي من الحروب التي خاضوها، وجدو أنفسهم في غفلة من الزمن أمام عمل جسيم لم يتهيؤوا له نفسيا أو علميا. وعليه يريدون توريطك معهم في اجراءاتهم الانقلابية، باستخدامك كــ (بيدق الشطرنج).. فالبيدق يا أقني، لا يملك حق الرجوع إلى الخلف حتى وإن كان قرار التقدم خطأ، لأنه مدفوع.. هو مسير لا مخير. وضعت له حركتين فقط في البداية، لكن قالوا له عندك حرية التحرك في أي اتجاه وذلك لخداعه.
أقني هنود ابيا..
خلف مظاهر العظمة التي يعيشها الانقلابي عبدالفتاح البرهان  في قصره الجمهوري، يبدو كائناً مذعوراً خائفاً، تزداد عزلته، ويزداد حذره، وبدأ مع مرور الوقت في البحث عن طريقة تبقيه رئيساً للسودان، بصرف النظر عن الخراب الذي يتسبب فيه بإجراءاته الانقلابية، ويحرص على اختيار (البيادق)، وفى كثير من الأحيان يكون الفساد والرشوة والكوزنة شروطاً مهمة يضعها في الشخص المختار لإتمام السيطرة، وتسهيل التخلص منه عند اللزوم..
أقني هنود ابيا..
الشعوب السودانية، كافة وبكل قطاعاتها، ترفض الانقلاب العسكري الذي قام به عبدالفتاح البرهان في السودان يوم 25 أكتوبر 2021م، وكل الإجراءات التي صاحبته.. وعليه نرجو منك ان ترفض شاكرا هذا المنصب الديكوري، لأنك كخبير قانوني لا تقبل ان تكون جزءا من إجراءات غير دستورية وغير قانونية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.