إعتراف و إفلاس
منال إبراهيم حسين
بأي حال عدت يا عيد بما مضى ام لأمر فيه تجديد؟
نطرح الأسئلة العمياء و ننتظر الاجوبة البصيرة.
لم نتذوق طعما للعيد سوى مراره الفقد و الحزن و الغربة و من الغرائب ان يستشعر الإنسان الغربة و هو في وطنه التي ليست لها ملامح وطن إذ غابت عنه شمس الحياة دون شروق امل منتظر ،كلنا مواطنون لكننا غرباء فكل شيء يدعو فيه للاستغراب بل فقدنا الأمل في غدا جديد و أمل عريض لسودان جديد .
و جميعنا نريد الكتابة ولكن بداخلنا اشياء كلما ترجمناها إلي كلمات نعاود بعد دقايق كي نحذفها هي غير قابلة للعرض و ليست قابلة للكتمان فقط بعض المشاعر لا تحكى ولا تكتب تعانق الصمت فقط، فالصمت وقت الحزن كبرياء و الصمت وقت الفرح خسارة و الصمت وقت الحرب انكسار فهذا هو الوضع الغير طبيعي و الغير سليم و قديما كنا نقول بلادنا تمر بمنعطف خطير فإما ان تدركوها او تتركوها و الآن إما ان تتنازلوا و تتصالحوا ايها العابثون بقوت الشعب الجوعى و الجوع يمشي عاريا و الفقر يفترش البطون جائعون بلا صيام و بكل باب و نافذه تطل الامنيات مع اختلاف معايدات العيد و امتزاج الحسرات بالدموع و الحداد و تهاني بطعم الآلام بأن(الله يهون و الله يرفع البلاء و الله يبدل الحال بأحسن حال و الله يصلح الحال و الله يرحم المراحيم و يشفي العيانين) الا إن البلاء من لهما المصلحة في إشعال نار الحرب في البلاد؟ ليخرج أحدهم و يزبد و يرخي بأنهم يقاتلون نيابه عن الشعب السوداني و هل الشعب السوداني يريد أن يلطخ يده بدمه و هل الشعب السوداني فوضك لقتله و اهانته و حرقه و اغتصابه و ذله ؟ و عجبا لخروجه الاخير فبدلا ان يبشر بوقف الحرب و النزوح و اللجوء و المرض و الجوع اعلن صراحة عن إفلاس المؤسسة العسكرية و افتقارها للجنود للدفاع عن البلاد و العباد فهل مات جنوده ام خلع زيه العسكري ولاذ بالفرار من جحيم حربا عبثية، و هل بقى هناك شباب لم يقتلوا بعد بقذيفة او رصاصة طائشة ؟و من لم يقتل غدر مات قهرا او جوعا و الما .
يفهم من حديثه اتساع دائرة هذا النوع من الفهم المتوحش و المترادف مع اتساع مجالات التجييش و انخراط الشباب في العمليات القتالية و سيادة حرب الكل ضد الكل.
اما الخصم اللدود فيحمد له بإعترافه الضمني بانتهاكات و اعتداءات قواته على المواطنين العزل و على ممتلكاتهم و احتلال الاحياء السكنية و المنازل و ارتكاب جرائم اغتصاب جرائم ارتقت لوصف الجرائم ضد الانسانية ، هذا الاعتراف لن تكون إبره مخدر لسخط و غضب و كره الشعب لن يبيع سكوت الشعب السوداني. و الشيطان يكمن في جدية محاسبة و معاقبة قواته بما ان الشعب السوداني يرى ان إيقاف مثل هذه انتهاكات في غاية الصعوبة و يبقى الأطفال و النساء و المواطنين العزل هم ضحايا حرب إلابادة الجماعية في البلاد و سيظل المتاجرون بالقضايا هم الذين يكسبون على الدوام بينما يظل الضحايا و مظالمهم تراوح مكانها .