إذاعة غرب كردفان تنحر المهنيهة وتضحى بالمصداقية
✍🏿: باب الله كجور
تتميز الإذاعة عن سائر وسائل الإتصال الجماهيرى بأنها أكثر شمولا وتأثيرا من الناحية الإجتماعية والمعنوية، خاصا فى المجتمعات الريفية التى ترتفع فيها نسبه الأمية لأن الإستماع إلى الكلمه المنطوقة لا يحتاج إلى معرفة بأصول القراءة والكتابة كما هو الحال فى الصحافه٠.
إذاعة غرب كردفان ( الفولة) والتى يغطى بثها أرجاء الولاية وما جاورها نحرت فى أحداث مدينة لقاوة المهنية والتى لا تستميلها الصداقات، ولايرهبها الأعداء، ولا تقبل الإمتنان. وتحاول قدر الإمكان أن تبتعد عن العاطفة عندما تقوم بنقل الأخبار وتوصيل المعلومات إلى المواطنين والفئات والجماعات المستهدفة. لقد ضحت بالمصداقية وإغتالت الدقة التى تعتبر أساس العمل الإخبارى، وتعمدت عدم فصل الخبر من الرأى، وضربت بالتوازن والعدالة فى المتعلقة بالأحداث بعيدا عن الأهواء عرض الحائط وتركت الموضوعية جانباً وإنحازت بصورة سافرة ومخجلة للمسيرية على حساب المكونات الأخرى النوبة والداجو ولم تراعى غاية الرسالة الإعلامية التى ترتكز على نشر عناصر المعرفة ( وقائع) وإتاحة مساحة متساوية لكل الأطراف لإصدار الأحكام عبر (التعليقات / الاراء) بإعتباره وسيلة إتصال بالجماهير ٠.
وإتخذت من الدعاية وسيلة للتأثير على نفوس الجماهير للتحكم فى سلوكهم لتحقيق أغراض معلومة ومشكوك فيها بإصرارها على إقحام الحركة الشعبية فيما جرى والإدعاء بأنها هى التى تسببت فى نزوح وتهجير السكان حتى يتسنى لها تحويل أنظار وإهتمام الناس بجوهر القضية والتى لا ترغب الحكومة فى التعاطى معها كواقع، بل تسعى إلى ممارسة التعتيم عليها، فالإنتهاكات الجسيمة التى أرتكبت فى حق مواطنى أحياء كرقادى، السرف، الدبكاية، ولادى، والعمارة من قتل على أساس عرقى وحرق منازل وإغتصاب ونهب ممتلكات و المحاولات المضنية والمتكررة للإذاعة لإنكارها عبر أثير موجاتها وغض البصر عنها أمر مؤسف ٠.
وفى هذا الشأن يقول المفكر الإعلامى الأمريكى هربرت شيللر فى المتلاعبين بالعقول التى نشرت فى سلسلة عالم المعرفة 1986 عن عملية التضليل تتم بشكل متأن ومعتمد عندما تقوم المؤسسات الإعلامية ومؤسسات أخرى بالنزول عند رغبة النظام السياسى لطرح أفكار وتوجهات لا تتطابق مع حقائق الواقع الإجتماعى على الأرض٠ وتزويد أفراد المجتمع برؤية محددة ملئية بالمعانى الزائفة الحقائق المشوهة فتتحول إلى سائس عقول. وتنحرف بذلك عن أهم وظائف الإعلام المعاصر وهى هو السعى عبر برامجها إلى أن يتمسك المجتمع بمعرفة الحقيقة.