أمثال هذه القصص لازم تنتشر لفضح هذه العقلية..

كتب: فائز السليك - المستشار الصحفي السابق.

 

في تسعينات القرن الماضي وسماء الخرطوم حبلى بأكاذيب المشروع الحضاري، وقف احد ضباط الجيش سعيداً بأوسمته ونجومه التي تلمع فوق كتف بزته العسكرية، كان الرجل يشغل منصب مدير تلفزيون السودان.

قال لي إنه سعيد بما انجز، سألته عن انجازاته السعيدة، قال إنها كثيرة لكنه اليوم اصدر امرا يحظر فيه ظهور بشر يتشبهون بالحيوانات. ماذا نستفيد من ظهور بني آدميين يضعون قرون البقر فوق رؤوسهم ويجعلون ارجلهم كالحوافر.

لذت بالصمت الحزين، كان يقصد رقصة الكمبلا، ودلالاتها وعلاقتها بالحصاد والقوة في جبال النوبة.

وفي يوم توقيع اتفاق السلام الشامل مع الحركة الشعبية في التاسع من يناير ٢٠٠٥، بينما كان التلفزيون يبث احتفالات مباشرة من العاصمة الكينية نيروبي، قفز مسؤول حكومي، من مقعده وطلب من مصور التلفزيون الاكتفاء باخذ صور عامة General, ووقف اي لقطات ( كلوز أب) عندما كانت فرقة جنوبية تقدم عرضاً راقصاً احتفاءً بالسلام، كان منطقه أن ذلك لا يتواءم والتوجه الحضاري للبلاد، غضب وفد الحركة الشعبية وردوا بأنهم ما حملوا السلاح الا بسبب هذا الاستعلاء!.

ليس غريبا أن يرى البعض أن زي البجا يستفز الشعور القومي!.

اي تصور المركز الاقصائي المهيمن، الذي يريد فرض تصوراته الذهنية على الجميع. هذا هو العقل المعياري الذي يرفض كل ما لا يعجبه، او يعتبره استفزازاً للقومية وفق تصوراته.

هل ادركتم لماذا نتشظى؟ وما بجيب سيرة الجنوب!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.