أكتوبر منذ الأزل

✍️منال إبراهيم حسين

 

splmn.net

كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل لكن إتضح لنا إننا لم نتسلح بإكتوبر و رجعنا اميالا إلى الوراء و ليس شبرا وتبخرت الأماني التي ظننا إنها صارت واقعا يحملنا إلى دنيا من الواقع العريض، بل لم ندق الصخر تخاذلنا وإستسلمنا للدكتاتوريات العسكرية وجماعة الهوس الديني، لم تشتعل حقول القمح وعدا و تمني، جذوة ثورة أكتوبر وثورة ديسمبر لم تمت لكن تراكمت وغطى عليهما ركام من الرماد ووأدت أهداف الثورة تحت ركام الرماد ككنوزا في باطن الأرض تنادي ، بل ما عادت عاصمة البلاد و الأقاليم والأرياف إلا مرتعا لحرب مدن عبثية كاملة الدسم ستة أشهر من الحرب الأهلية والتصفيات العرقية إرتقت إلى وصفها بجرائم ضد الانسانية أشعل التاريخ حربا هي وصمة عار على وجوه مرتكبيها الذين لا يحرصون إلا على السلطة فلا يهمهم عرض او أرض الشعب السوداني وفلترق كل الدماء هو دليل على تاريخهم الملطخ بدماء خيرة بنات وأبناء السودان والعبث بحياتهم بطرقا فاق حد التصور بل هو المنطق الوحيد الذي ينصاع له البشر هو منطق القوة والحق والباطل بيد من يملك القوة، غريبة هي منشأ حقوق الإنسان لم تعد تنطلي على مقيلة من يتابع المجازر والانتهاكات والفظائع التي ارتكبها الأطراف، والمجتمع الدولي والإقليمي يعربون عن قلقهم فقط بل مجرد ضوضاء وإعادة عقارب الساعة للوراء وإنتاج مزيدا الازمات لا شيء يكشف مقدار وحجم الدمار الذي خلفة استمرارية الحرب التي لن تحقق الديمقراطية و لن تجلب الكرامة ولن يكون هناك أي تغيرات في ميزان القوة بعد مرور الستة أشهر على اندلاع الصراع المأساوي الذي يظل الازمة الوسع والأسرع انتشارا على مستوى حروبات العالم مع احتياجات 5.4 مليون نازح ومثله لاجئ بين الجنسين مع أعمارهم المختلفة حوجة ماسة لمكان آمن ومأكل ومشرب ومسكن وعلاج الحقيقة المؤلمة التي لا يمكن تجاهلها ،وواقعا جديدا افرزته الحرب.

لم نحط به خبرا ولم نستطع عليه صبرا تختلف الظروف مع اختلاف الازمنة والامكنة كما اختلاف مفاهيم وأهداف الثورات السودانية المتراكمة، ديسمبر 2018 نفس الأوضاع من أزمة اقتصادية طاحنة ومصادرة للحريات وحروب مفتعلة في دارفور واقاليم أخرى، عزل الدولة داخليا وخارجيا ونهب ممتلكات الشعب وبالتالي توفرت نفس الظروف الموضوعية التي ادت لاندلاع ثورة أكتوبر 1964 لم يكن انفجارا تلقائيا بل هو نتاج للمظالم التاريخية للفئة الحاكمة التي أثرت و كدست الثروات وهيمنت على السلطة على حساب الكادحين وكيف عملوا عمدا ومكرا على إشعال الحرب ، وإغتيال حلم وآمال السودانيين بعد ثورة ديسمبر من أجل سلطة التنظيم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.