أرشيف جامعي سوداني ثمين دمرته النيران والنهب في أم درمان
ترجمة : SPLMN.NET
تعرض مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية في الجامعة الأهلية للنهب خلال الأيام الأولى للحرب الدائرة بين الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو.
تم تدمير أرشيف ثمين يحتوي على آلاف الوثائق بعد أن أشعل المهاجمين النار في المقر الواقع في محيط جامعة أم درمان الأهلية .
الجامعة الأهلية التي كانت تُعرف فيما مضى باسم “الأراضي المحررة” لتقاليدها الراسخة في رعاية الفكر المستقل والأوساط الأكاديمية الحرة.
قال عضو هيئة التدريس بالجامعة عبد القادر إسماعيل أحمد “عملت طوال حياتي في المركز، حيث عملت كمسؤول عن اللأرشيف وباحث في الجامعة”.
” لقد تم تدمير مجموعة الأعمال التاريخية والمصادر الأولية وأعداد كبيرة من أطروحات الدكتوراه “.
وتابع: ” كان المركز يحتفظ بكتب وأوراق لعلماء سودانيين بارزين بعضهم رحل عن الحياة، كل هذه الأوراق كانت عبارة عن مراجع تستفيد منها اجيال اليوم “.
واضاف ” هنالك الكثير من المحفوظات التي فقدناها لا يمكن تعويضها تمامًا.”
بحسب الكاتبة السودانية ريم عباس ، فإن الجامعة الأهلية لها وقع خاص في نفوس سكان أم درمان، لأنها تأسست وشيدت بتمويل شعبي ودعم شعبي.
قالت ريم ” بنى المواطنين الجامعة من حر مالهم، وهي البقعة التي عرفت فيما بعد باسم” الأراضي المحررة ” في عهد الرئيس البائد عمر البشير”.
كانت الجامعة الأهلية منارة للفكر المستقل، فقد وظف مجلس الإدارة أساتذة كانوا مفكرين أحرارًا، وكانوا يواجهون صعوبات كبيرة للحصول على وظائف في الجامعات التي تسيطر عليها الحكومة حينها.
ذكرت ريم ” تبرعت عائلتي بأكثر من (5000) كتاب من مجموعة جدي للمركز. ما فقدناه هو جزء من تاريخنا كدولة “.
وتابعت ” أنا غاضبة جدا نسبة لما حدث، منذ حوالي عشر سنوات، تبرعنا بمكتبة ضخمة تخص جدي الراحل الكبير لمركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية بجامعة أم درمان الأهلية، حتى أن المركز نظم إحتفالًا صغيرًا لعائلتي على شرف ذلك، الآن ذهب كل شيء”
شهدت عدة مناطق في الخرطوم أعمال نهب وتدمير منذ إندلاع الإشتباكات، والذي يعتقد بعض السودانيين أنه جزء من عمل منظم لتدمير ما تبقى من البنية التحتية الهشة للدولة.
حيث لم تكن الجامعة الأهلية وحدها من تعرض لذلك، هنالك أيضا جامعات ومكتبات ومراكز أبحاث أخرى نُهبت اثناء القتال.
قالت ريم عباس ” ليس من قبيل المصادفة أن يتم إستهداف مراكز التعليم والمعرفة السودانية “.
“هذا يبدو وكأنه محاولة لشل إقتصاد البلاد، وتدمير ما تبقى من البنية التحتية لدينا في السودان.”