آثار كارثية وموجة نزوح عالية إثر غارة جوية إستهدفت “يابوس” بالنيل الأزرق
تقرير خاص : splmn.net
يابوس، النيل الأزرق- السودان
تسببت الغارة الجوية التي إستهدفت مكتب برنامج الأغذية العالمي في يابوس، باالفونج الجديدة (لنيل الازرق)، الخميس الماضي، في موجة نزوح وفرار السكان من المنطقة، الذين لجأؤوا إلى الغابات والجبال الوديات المجاورة تاركين خلفهم منازلهم وكل ممتلكاتهم.
وفي ظل المجاعة التي ضربت الإقليم مؤخراً بحسب تعميم صحفي للسلطة المدنية في مناطق سيطرة الحركة الشعبية بتاريخ 13 أغسطس 2024 ونقص المساعدات الإنسانية فقد تفاقمت الأوضاع الإنسانية في أعقاب تدمير المركز الوحيد للمساعدات الانسانية في الإقليم، الذي كان يقدم الغذاء لمئات الآلاف من المواطنين، وتواجه المنطقة كارثة إنسانية محتملة في ظل تقديرات تشير إلى أن مئات الآلاف من السكان باتوا دون أي مصدر غذاء أو رعاية طبية.
يابوس، الواقعة بالفونج الجديدة (جنوب النيل الأزرق) هي منطقة ضمن المناطق الواسعة التي تسيطر عليها الحركة الشعبية – شمال، وتحتتضن المنطقة الآلاف من السكان إلى جانب أعداد مقدرة من النازحين الذين فروا من حرب 15 أبريل إلى مناطق سيطرة الحركة الشعبية بالنيل الأزرق، وهم يعانون أيضاً من أوضاع إنسانية كارثية وتفشي الأمراض والأوبئه خاصة وسط الأطفال والنساء.
ويعد المقر الذي تم إستهدافه بمثابة شريان الحياة لسكان الإقليم، حيث كان يوفر المساعدات الغذائية والطبية التي يعتمد عليها الآلاف.
وفي تصعيد خطير، يوم الخميس الماضي الموافق 19 ديسمبر 2024، إستهدفت طائرة حربية سودانية، في حوالي الساعة 5:56 مساءاً، مقر برنامج الأغذية العالمي (WFP) في منطقة يابوس، إقليم النيل الأزرق، مخلفة دماراً شاملاً وخسائر بشرية جسيمة.
ولقى ثلاثة أشخاص مصرعهم جراء الغارة، هم بنيامين لونجيت، رئيس مكتب برنامج الأغذية العالمي في يابوس، وهو مواطن كيني الجنسية، وإثنين من الموظفين الوطنيين، مبارك كربوس وحامد موسى. إلى جانب ذلك، أُصيب العديد من المدنيين بجروح بالغة جراء القصف، ما زاد من تفاقم المأساة في منطقة تعاني أصلاً من نقص حاد في الغذاء والدواء والأطباء.
ويعد قتل موظفي الأمم المتحدة وإستهداف المرافق الإنسانية خرقاً خطيراً لإتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية التي تحظر الهجمات على العاملين في المجال الإنساني. كما يُعتبر إستهداف المرافق الإنسانية جريمة حرب قد تستدعي تدخلاً دوليًا وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ووفقا لتقارير موثوقة، أطلقت الطائرة أربع قنابل، أصابت إحداها المركز الوحيد لتوزيع المساعدات الإنسانية في المنطقة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من موظفي البرنامج وتدمير المرافق بالكامل.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
وفقاً لتقارير الأمم المتحدة:
إن منطقة الفونج الجديد، التي تضم يابوس، تعاني من “جوع شديد” حيث بات السكان يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، تفتقر المنطقة تماما إلى الطواقم الطبية، حيث لا يوجد فيها سوى عدد قليل من العاملين الصحيين غير المؤهلين لمواجهة هذا الوضع الحرج.
ومع توقف العمليات الإنسانية في إقليم النيل الأزرق، يُتوقع أن يتدهور الوضع الإنساني بسرعة أكبر في المنطقة، التي كانت تعتمد بالكامل على المساعدات الخارجية، أصبحت الآن معزولة تماما، مما يعرض حياة السكان لخطر الموت فى حالات غياب التدخلات الإنسانية للمنظمات والوكالات الدولية
المأساة في يابوس: جرس إنذار عالمي
الهجوم على يابوس ليس مجرد حادثة معزولة، بل هو مؤشر على تفاقم الصراع في السودان وإنعكاساته الخطيرة على المدنيين، وتظل الأزمة في جنوب النيل الأزرق اختبارًا لقدرة العالم على التحرك السريع والفعال في مواجهة كارثة إنسانية تهدد حياة الآلاف. الوقت ينفد، والقرارات التي تُتخذ الآن قد تنقذ الكثيرين ارواحهم معلقة بين الحياة والموت .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.