طالعنا أمس السبت الموافق الثامن من أغسطس 2020 بيانا ممهورا بإسم حامد البشير إبراهيم والى جنوب كردفان. جاء فى البيان محل الرد: (أن الحركة الشعبية و في تطور لافت قامت بتبنى قرار قفل المرحال الذى تسلكه قبيلة الحوازمة سنويا، و الذى يمر بمناطق الأونشو في الطريق الى المخارف في شمال كردفان). كما إدعى الوالى في بيانه (أن الحركة الشعبية تصدت للرعاة أثناء سيرهم عبر هذا المرحال و قتلت ثلاثة منهم و جرحت ثمانية يوم الخميس الموافق 6 أغسطس 2020) زاعما (حدوث إشتباك بين قوات الحركة الشعبية و الجيش السودانى خلف عددا من الضحايا و الجرحى عند محاولة عبور أعداد كبيرة من الماشية في منطقة خور الورل في نهار اليوم السابع من أغسطس 2020) . كما إتهم الوالى (الحركة الشعبية بزراعة الألغام التي تضر بالجميع بما في ذلك الحيوان).
و إزاء هذه الإتهامات الجزافية و المغرضة تود الحركة الشعبية توضيح الآتى:
أولا: معلوم أن الخلاف و الصراع حول المرحال الشرقى الذي يمر بمنطقة خور الورل هو خلاف و صراع بين قبيلة الأونشو كمزارعين وأصحاب الأرض من ناحية، و قبيلة دار نعيلا إحدى بطون الحوازمة من ناحية أخرى فالحركة الشعبية ليست طرفا في هذا الخلاف و الصراع ولا تدعم أو تقاتل الي جانب أى من الطرفين، بل ظلت ترفض الإقتتال بينهما وتناشدهما بوقف التصعيد.
ثانيا: يعلم الوالى أن منطقة خور الورل من المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية، و أن هذا المرحال ظل مقفولا بسبب الحرب منذ إندلاعها في السادس من يونيو 2011 و مع ذلك أصر الوالى على الإنحياز المخجل للحوازمة و مساندتهم في فتح المرحال بالقوة في إستهداف واضح لقبيلة الأونشو و إختراق مستفز لمناطق سيطرة الحركة الشعبية التي ظلت ملتزمة بوقف العدائيات وتداوم علي تمديدها إبداءا لحسن النوايا و حرصا منها على إعطاء فرصة لتقدم المفاوضات و تحقيق السلام.
ثالثا: كنا نتوقع من الوالى و بحكم مسئوليته أن يقف علي مسافة واحدة من طرفى الصراع حقنا للدماء و درءا للفتنة، لكن من المؤسف أنه إختار الإنحياز الواضح و المخزى الى الحوازمة. بل تؤكد المعلومات و تشير الشواهد و الوقائع على الأرض أن للوالى اليد الطولى في ما حدث و يحدث، و هو من قام شخصيا بتحريك قوة من الجيش و قوات الدعم السريع من كادقلى و هبيلا لإسناد الحوازمة في فتح المرحال بالقوة.
رابعا: الحركة الشعبية تقرأ بيان الوالى و موقفه المخزى في سياق تنفيذ أجندة حزب الأمة و قوات الدعم السريع و القوات المسلحة ضد إثنية النوبة، خاصة و أن الوالى محسوب علي حزب الأمة. يتضح ذلك من تزامن البيانات و التصريحات وتطابق المواقف، الأمر الذى يؤكد وجود تنسيق محكم بين الأطراف الثلاثة. و ما يعزز ما ذهبنا إليه هو أنه سبق وأن قام المدعو حامد البشير إبراهيم بإصدار بيان بإسمه أعلن فيه موقفه الشخصى و المنحاز للحوازمة و الذى ساهم في تأجيج الفتنة و تصعيد الصراع في أعقاب أحداث خور الورل في أكتوبر من العام الماضى. أما الإتهامات المغرضة و محاولة إقحام الحركة الشعبية في ما يحدث فلا تعدو كونها محاولة يائسة لإثنائها كقوة رئيسية من طرح رؤيتها التي تشكل أساس الحل الجذري للمشكلة السودانية، و كذلك إثنائها عن المواصلة في طرح المبادرات المتقدمة التي حظيت بقبول منقطع النظير من الرأي العام السوداني و شكلت أساسا لفرز سياسي جديد يفضي بالضرورة الى بناء تحالف وكتلة تاريخية عريضة تضم قوى التغيير الحية والقوى التقدمية لإنجاز مهام الثورة و فى مقدمتها السلام العادل الشامل و المستدام.
خامسا: تحمل الحركة الشعبية الوالى حامد البشير إبراهيم و حكومته مسئولية ما حدث، و تطالب الحكومة الإنتقالية بسحب قواتها و مليشياتها من منطقة خور الورل التابعة للمناطق المحررة فورا، و إلا فإنها ستمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس.
النضال مستمر، والنصر أكيد
النور صالح البادل
حاكم إقليم جبال النوبة
التاريخ: 10 أغسطس 2020