الموقع الرسمى ينشر حديث د . محمد يوسف فى ندوة الدوحة

نظم مركز دراسات النزاع والعمل الإنسانى ندوة سياسية فى الدوحة مساء الإثنين الموافق ٣ أكتوبر ٢٠٢٢ بعنوان: (أزمة الدولة الوطنية – السودان والطريق إلى الحكم المدنى). إستضاف المركز د. محمد يوسف أحمد المصطفى، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بمناطق سيطرة الحكومة كمتحدث رئيسى، وأدارت الندوة الأستاذة نفيسة حجر. ونسبة لأهمية موضوع الندوة ينشر الموقع الرسمى للحركة الشعبية حديث الدكتور محمد يوسف كاملا وكما جاء بالعامية السودانية دون أى تعديل.

إبتدرت مديرة الندوة الأستاذة نفيسة حجر حديثها بتعريف وتقديم المتحدث وقالت: الجزئية الأولى الحيتكلم عنها الدكتور محمد يوسف عن الدولة ا

لوطنية فى السودان وبعض ملامح الفشل المتوارث. أنا فى تقديرى أن تجربة الدولة السودانية منذ إستقلال البلاد قد أظهرت فشلها، وإنو كل الثوابت السابقة المعروفة بثوابت الأمة فى السابق تجاوزها الحال. وحتى الإحساس بالمواطنة المشتركة بيناتنا كسودانيين فى دولة واحدة أصبح شبه معدوم أو معدوم فى الأساس، وبالتالى هل من الممكن أن نعزى الفشل المتوارث فى ديقراطية ثم إنقلاب عسكرى، هل ممكن نعزيهو للبنية السياسية الهشة وتعدد الإنقلابات وقصر فترات الحكومات الديمقراطية؟

د/ محمد يوسف :
السلام عليكم ورحمةاللهوبركاته، ومساءكم خير. يعنى ما أحتاج أقرر إنو أنا سعيد جداً أشارك فى هذه الفعالية. واُكرر الشكر الإتفضلت بيهو الأستاذة نفيسة للمركز لإهتمامو بالقضية السودانية. والشكر الجزيل للحضور لأنهم حيشاركونا يتبادلوا معانا أفكارنا ويقومونا، يعنى وممكن يصوبونا. والشكر أجزله للدكتور/ بكرى الجاك لأنو نسق هذا العمل الكبير .

أهم حاجة يعنى فى تقديرى هو التوصيف الدقيق للأزمة الحاصلة فى السودان. أفتكر ده حاجة مهمة وتصلح كأرضية كأرضية لإنطلاق الحوار قد يكون، ونرجو أن يكون منتجاً. الحاصل فى الأمر فى تقديرى، يعنى لازم نتكلم عن أزمة فى السودان، ما أزمة الدولة الوطنية براها، فى أزمة شاملة نتحدث. وبفتكر إنو فى الإطار ده عشان أنحنا نتحاور نتحاور ونتقدم في سبيل تبيين وتوضيح المواقف بهدف الوصول إلى موقف مشترك، نشير إلى إنو واحدة من الحاجات الأساسية بدأ الآن يتشكل نوع من الإعتراف بالأزمة، لأنو حقيقة فى بعض الناس طبعا فى السودان ما زالوا بفتكروا إنو مافى أزمة ولا حاجة، وفى بعض الناس بفتكروا إنو صحيح فى أزمة لكن جزئية، وفى واحدين بفتكروا إنو فى أزمة لكنها مؤقتة. الآن فى تكوُن لرأى وأفتكر دى حاجة إيجابية جدا، إنو الأزمة دى عميقة وقديمة مستمرة. وإذا كان الناس ما إتصدوا ليها ممكن تستمر لأبد الآبدين وتؤدى طبعا إلى نتائج بطالة.

الحاجة التانية إنو المفروض برضو إنحنا نتفق عليها عشان نمشى لقدام، فى تقديرى أنا إنو التعمق بتاع الأزمة والتعقد بتاعها يستدعى إنو الناس يعنى يتركوا الخطاب بتاع التسفيه بتاع الأزمة، أو التجاهل بتاع الأزمة ونبتدى نفكر جديا فى المعالجةبتاعتها، نعمل جهود محددة لمعالجة الأزمة. الطريق لده وهو الحاجة التالتة الأنا داير أشير ليها فيما يخص الأزمة عموما، إنو ما عندنا طريقة عشان أنحنا نتقدم فى معالجة الأزمة المواجهنها دى، والخطيرة جداً على مستقبل ومصير السودان، غير إنو نتفاكر بحرية، يعنى التفاكر الحر بين الأطراف الموجودين فى السودان. والحرية بتقتضى بإنو نفكر برة الصندوق، برة المحددات الموجودة، لأنو لو من الأول قلنا الناس بس يفكروا فى الحتة دى جوة الصندوق القديم، برضو حندور حول نفسنا وننتج نفس الفكر البائس الما حيعالج أي قضية فيما يختص بالأزمة.

الحاجة التالتة إذا كان إنحنا إعتمدنا الحوار كمنهج أساسى لمخاطبة ومعالجة الأزمة، لابد إنو نتفق كذلك على إنو الحوار ده ما بنحسمو إلا عن طريق التوافق…الناس تتوافق، يعنى ما بالغلبة بتاعت بالأغلبية والأقلية ولا بالقوة ولا بالفهلوة ولا بالإستهبال. يعنى ممكن الناس يصلوا لنتيجة بتاعت حوار بالتوافق. الناس تتوافق To accommodate each other. وإذا كان إتفقنا على الحاجات دى، أنا بفتكر مهم جدأ أنحنا نشير إلى المصادر بتاعت الأزمة ولا بد أن نشير إلى أن المصادر بتاعت الأزمة الراهنة الأنحنا بنعانى منها فى الدولة السودانية، أولها وأساسها فى تقديرى إنو فى غياب مستمر لمشروع وطنى متوافق عليهو. طبعاً فى مشروع وطنى الناس ما يقولوا مافى مشروع، فى مشروع وطنى لكن ما متوافق عليهو ودة المصدر بتاع الأزمة وكانت فى محاولات مستمرة ودؤوبة ومنظمة عشان يغيبوا ويقللوا من شأن أي محاولة لأهمية بناء مشروع وطنى متوافق عليه، قائم على التوافق وده واحد من مصادر الأزمة. بعد الإستقلال طبعا كانت المهمة الرئيسية للحكومة والدولة الجات بعد الإستعمار إنها تبنى لينا اُمة فى الوطن بتاعنا…اُمة وطنية، لكن دة كان لازم يمر بالإنتباه والوعى الشديد بالحقائق بتاعت السودان. يعنى إنت عاوز تبنى ليك بيت لازم تعرف الخصائص بتاعت المكونات الحجر والأسمنت والرملة والموية تعرف كل واحدة عشان تبنى بيها بيت. فكان لازم الحكاية دى يكون فى وعى بيها عشان نقوم نقدر نبنى الاُمة الوطنية ، لكن كلنا نعرف من تلك المكونات إنو السودان بالحدود بتاعتو السياسية المعروفة شمالاً وجنوباً مليون ميل مربع، هو كان تشكل نتيجة لعملية قسرية عسكرية، يعنى نتيجة لعملية بتاعت إحتلال من زمن الأتراك والإنجليز وإتشكل بيهو الحدود بتاعتنا دى، دة واحد، يعنى ما كده ما رب العالمين خلق السودان دة كدة بس، وإنما إتشكل عبر صيرورة كان الجوهر بتاعها القسر العسكرى والغلبة العسكرية. كذلك فى ده كانت هناك عملية بتاعت تسويات سياسية بين الأطراف الكانت متصارعة المتصارعة على السيطرة على السودان. تسويات تمت بالبريطانيين التركيين المصريين الحبش وفرنسا، كلها دخلت فى تسويات النتيجة بتاعتها كانت تحديد للحدود بتاعت السودان ودى لازم نختها في البال. يعني العايز أقولو أنا كتير من المكونات البشرية الموجودة الآن، يعنى هى مافى زول أخد رأيها إنو يكون فى سودان أو ما يكون فى سودان، الحكاية دى تمت بعيدة عن إرادتهم وبعيدة عن رغبتهم وبعيدة عن مشيئتهم. دى لازم نعترف بيها لأنو دى حقيقة موضوعية، يعنى ما من خيالنا ما من الأوهام. دة طبعأ عززوا ويعنى فاقم النتائج بتاعتو السلبية، التباعد الجغرافى البلد واسع. فى تباعد جغرافى بين مكوناتو الإثنية والإجتماعية والجهوية، ومترادف مع التخلف بتاع وسائل التواصل والإتصال بين الأطراف المختلفة، فدة أدى إلى عزلة الأقاليم عن بعضها البعض، ودة إترتب عليهو ظهور الآن يعنى فى السودان فى تعدد إثنى تعدد بيئى دينى تعدد ثقافى، ودة كمان يعنى واضح جدأ كل المؤشرات إنو مترادف مع تفاوت شديد فى مستويات التطور بتاع الأقاليم، وحتى التباين بتاع مصالحها. لذلك مهم جدأ عشان أنحنا نعمل المشروع بتاعنا الوطنى عشان نبنى اُمة واحدة نضمن على الأقل، أو نعمل لضمان الرضا بتاع المجموعات الفى السودان كلها الموجودة فى السودان إنهم كلهم دايرين يكونوا فى السودان. لازم نتأكد من الحكاية دى، لكن دة ما بيقوم إلا على الوعى بتاع إنو الناس ديل جوا وقعدوا فى السودان بالقوة. أنحنا ممكن، It is possible إنو أنحنا يعنى نقنعهم وبرضاهم، كامل رضاهم وكامل إرادتهم يكونوا جزء من السودان، ودى مهمة للمشروع الوطنى لأنو دة بعزز الوحدة للوطن وبينزع الفتيل بتاع التوتر بين المجموعات المختلفة، وكذلك بصادر الفرص والدعاوى بتاعت التشظى والإنفصالات. لأى زول الليلة فى السودان. يعنى زمان كان عندنا الجنوبين بس، لكن هسع بعد شوية أى زول بقى يتكلم عن تقرير المصير….أى زول، وفهمهم لحق تقرير المصير إنو…..

السؤال الثاني: يا دكتور، يعنى أنحنا ممكن نقول مظاهر الأزمة ذاتها البنعانى منها هسه فى السودان اللهى صاح متوارثة. لكن فى حاجة فى الأجيال الجديدة دى، وهم ببحثوا عن الحل يعنى ما بنظروا للحل بوطنية متجرد…ما بستصحبوا معاهم التجارب السابقة، يعنى أى زول داير يقولب الحل ذاتو بس من حتتو هو بس يعنى، ما دايرين يستصحبوا معاهم القديم. فى المسائل بتاعت الوثيقةالدستوريةوكدة، مفروض الناس ترجع للتأسيس الدستورى السليم. أنحنا عندنا قواعد دستورية خلاها لينا المستعمر ومشى. أنحنا عشاننبنى الجديد دى هى ذاتها الأزمة… هل بتوافقنى إنو أنحنا ذاتنا ما قادرين نلم الحاجات دى كلها نستصحبها ونبنى الجديد على القديم؟

حقيقة طبعا أنحنا مشكلتنا الرئيسية زى ما بديت أنا وزى ما إتحدثت الورقة المفاهيمية بتاعت الفعالية دى إنو فى إفتقاد وإفتقار لمشروع وطنى، وأنا أفتكر دة المصدر بتاع كل المشاكل. أنا بقول إنو المشروع الوطنى لازم يكون متوافق عليهو مشروع وطنى متوافق عليهو. واحدة من المشاكل المفروض نتوافق عليها هى المشكلة بتاعت الناس القاعدين فى السودان ديل كلهم يعنى يتوافقوا على إنهم سودانيين قاعدين فى السودان، مافى زول عندو الرغبة إنو يبعد من السودان زى ما فعلوا أخوانا الجنوبيين. المسألة التانية البرضو مصدر للتوتر ولازم تكون واضحة فى صلب المشروع الوطنى الشامل هى الهوية بتاعت الدولة السودانية، يعنى من وقت مبكر جدا جدا مع الإستقلال أعلنت هوية أحادية قالوا البلد ده بلد عربى بس! طيب الباقين يتخارجوا يمشوا وين؟ يقلبوا يبقوا عرب؟ مافى إجابة، فلذلك يعنى مهم جدا إنو أنحنا نحسم عن طريق التوافق القصة بتاعت هوية الدولة السودانية. مستحيل تكون هوية الدولة فى السودان البنعرفوا ده تكون عربية، لأنو فى كتير من الناس، بل أزعم حسب الإحصاءات إنو الأغلبية الأصول بتاعتها ما عربية (أغلبية السودانيين)، فما بيستقيم وما بصير إنو إنت كلهم تقولوا ليهم إنتو أصولكم عرب، وبالتالى مهم فى المشروع البكون أساس للدستور التأسيسى بتاع البلد إنو الناس يتفقوا على هوية تعددية. كل السودان ده نعترف بأنو متعدد الهويات، أى زول عندو حق يفخر ويعلن وينتمى إلى الهوية البفتكر إنها بتلائمو، وفى مناخ بتاع حريات ومنافسة يجعل الهويات دى تتفاعل كلها، وبعداك الأجيال القادمة هى البتحدد الهوية، لكن ما ممكن أنحنا نعملها من سنة ٥٦. ناس يحددوا إنو والله انو دى الهوية بتاعت البلد دى كدة! ، ودة طبعا بيستدعى كثير من الإجراءات اللى لازم تحصل عشان تعالج الوضع المختل دة.

المسألة التالتة هى إحتكار السلطة السياسية. واضح جدأ إنو السلطة السياسية هى المثابة بتاعت إدارة الموارد العامة وتنظيم توزيعها لمكونات المجتمع وفقا لمبدأى الحق والعدل. وكذلك السيادة لازم تكون للشعب، بفتكر إنو الحاصل فى المشروع الوطنى غير المتوافق عليه، إنو فى فئة معينة نسميها النُخب بتاعت المركز هى الإحتكرت السلطة والسيادة كاملة، بينما الأصل فى الموضوع إنو السيادة والسلطة للشعب، ما للنخب الموجودة فى الخرطوم، والشعب هو البينقل، أو يتفضل بالتنازل عن بعض من سلطاتو للمركز لأغراض معينة عشان كدة بفتكر إنو المشروع الجديد دة لابد من إنو هو يعنى يخت إعتبار لنظام بتاع حكم لامركزى أصل السلطة فيهو فى الأقاليم، وأصل الثروة فيهو فى الأقاليم، ودى تفوض سلطات ضرورية بما يحفظ التنسيق بين هذه الأقاليم. سلطات لا تتعدى الجيش الواحد عشان بدافع عن حدود مشتركة بينا كلنا، العملة الواحدة لأنها بتسهل تعاملات مع بعض. الأوربيين بعد فترة طويلة وإحتراب طويل، لما جوا عملوا الإتحاد الأوربى عملوا ليهم عملة واحدة لأنها بتسهل التفاعل بيناتهم وكده. الجنسية والهجرة للسودان، العلاقات الدبلوماسية، المقاييس والمعايير الموحدة، التحقيقات الجنائية لأنو فى كتير جظا من الجرائم عابرة للأقاليم، التدابير بتاعت الصحة العامة لأنو المرض ما بعرف، ما بقول ليك والله أنحنا وقفنا هنا فى إقليم كردفان بس، بينتشر المرض فى أى حتة. فلا بد إنو دى تكون المهام بتاعت الحكومة المركزية، ما أكثرمن كدة، ويدوها فلوس من ثروات الأقاليم بالقدر اللى بكفيها تعمل العملية دى، وده فى الحقيقة بوقف لينا واحد من الأمراض بتاعت الدائرة الشريرة بتاعت الإنقلابات. تنقلب عشان تشيل الحكومة الفى الخرطوم تعمل بيها شنو، ما عندها سلطات ولا عندها ثروات، كان داير تعمل إنقلاب تعمل إنقلابات فى كل الأقاليم، لأنو هناك فى السلطة وهناك فى الثروة. الخرطوم ما فيها سلطة ولا فيها ثروة. والمهم فى دة إنو بينتهى من الإحساس العامل لينا مشكلة، اللهو الناس فى الأقاليم بفتكروا إنهم مهمشين سياسيا، أمرهم ليس فى إيدهم، كل حاجة مفروض يقرروا فيها هم بأنفسهم تقرر فى الخرطوم. ياخى أتى على الناس حين من الدهر، أرجع المضابط بتاعت البرلمان واحد داير ليهو شفخانة، هل فى نية السيد وزير الصحة عمل شفخانة فى قرية أم دريبات؟ شفخانة ما يقدروا يعملوها إلا الوزير دة يوافق، لأنو لو ما وافق لا بديك قروش البناء ولا بديك قروش المرتبات….إلخ….إلخ. طبعا دة إترتب عليهو إختلال تنموى ومعروف المشاكل البتترتب عليهو. لكن أهم حاجة إترتبت على دة العنف بتاع الدولة المركزية. الدولة المركزية يعنى قابلت الإحتجاجات والمطالب العادلة العملوها ناس الأقاليم بعنف. يا جماعة ما ننسى إنو البداية بتاعت الوعى والإنتباه بتاعت كل الأقاليم البنسميها الآن مهمشة بدت عمليات مطلبية. جبهة نهضة دارفور جبهة سياسية لا عندها سلاح ولا عندها سكين، إتحاد عام جبال النوبة برضو، إتحاد عام شمال وجنوب الفونج، مؤتمر البجا، الحركات بتاعت المزارعين والحركات بتاعت العمال. ديل كلهم كانوا عندهم مطالب بس، لكن الحصل إنو الدولة واجهتهم بعنف. عنف آيديلوجى وعنف مادى. فى كوستى المزارعين قتلوا منهم 240 نفر فى ليلة واحدة، لأنهم بس طالبوا بأنو يحاسبوهم وكدة. فأنا بفتكر إنو لا بد المشروع الهسه ده، المعطوب ده، الما متوافق عليهو يتوقف، لأنو لا ينتج غير الحروب، ما بينتج غير الحروب. النتيجة بتاعتو المنطقية الوحيدة إنفجار الحروب والصراعات. فلابد يجب نقعد نتوافق على إنو نعمل لينا نظام يضمن إنو يكون فى سلام مستدام، فى ديمقراطية مستدامة، فى حريات وفى أمن لكل الناس…

وشكرأ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.